الحوار لغة راقية يفتقدها البعض

ت + ت - الحجم الطبيعي

يفتقد البعض لقيم الحوار وآدابه وفضائله وأثره، وكل ما نراه أحياناً، هو الصخب والضجيج والفوضى، وهذه مفردات قد تعدم الحوار، ولا تساعد على نجاحه، فالحوار الناجح، هو القائم على التفاهم، وفهم وجهة نظر الآخر، وكيفية التعامل معها، الحوار الهادئ، يزيل كل اللبس والضبابية، ويشجع على التواصل، خاصة إذا وجدت الرغبة لدى الطرف الآخر بالمعرفة والفهم والتفاهم.

البعض من العلماء ودارسي العلوم الإنسانية، يؤكدون أن الحوار هو أساس الحضارة البشرية، التي قامت على التطور والرقي والتقدم والتفاهم، نعم، إن المجتمعات القائمة على الحوار ومبادئه وخصاله، هي الأكثر تفوقاً وتقدماً واستقراراً وإنتاجية.

إن هناك أنواعاً من الأشخاص، قد تتجنب الدخول معهم بأي حوار، فلن تصل معهم لأي نتيجة، ولن تستفيد أو تفيد، لأنك لن تتمكن من إفادته، وأيضاً لن تجد أي فائدة، بل قد تسمع منهم كلمات قاسية.. هؤلاء قد تجدهم في عملك وحياتك ومحيطك، وربما تجد بعضهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يصادفونك في المجالس العامة، نصيحتي، ابتعد عنهم، لأنك لن تستفيد بشيء، بل قد يسببون لك الألم.

 لذلك، يجب الانتباه لتأثير الكلمات، وعواقب التعجل في الحديث والتعبير عن الرأي، وأيضاً، استخدام الصراخ والضجيج دون فائدة، نعم، يجب علينا استخدام لغة الحوار بطريقة راقية، وقبل ذلك، يجب أن يكون لدينا إلمام بالقضية التي يتم التحدث حولها، قبل أن ندلي بدلونا دون استخدام أنيق للكلمات، يجب علينا تعلم واستخدام أسلوب المراقبة الذاتية، ومراجعة حواراتنا وأفكارنا ومشاعرنا، على سبيل المثال، متى نتحدث؟ وكيف تكون ردودنا على الأسئلة التي قد نتفاجأ بها في مجالسنا؟ الحوار الراقي هو عندما تشعر بالرضا والسعادة والفرح والهدوء والسكينة، عندما تتحدث برقي واحترام، عندما تكون قريباً من الأشخاص، ومن عقولهم وقلوبهم، عندما تشعر بأنك قادر على إضافة شيء جديد، إذا لم تشعر بهذه الأشياء، فعليك أن تراجع أفكارك وحوارك مع ذاتك، وتواصلك الكلامي مع الآخرين.

فللأسف، أحياناً يفتقد البعض منا لغة الحوار وطرقه ومبادئه.

Email