احذر وسائل التواصل الاجتماعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

 نرى اليوم العديد من التطورات في عالم المعلومات، لقد حدثت تطورات هائلة في شبكة الإنترنت ومحركات البحث، وبالتالي، تضاءلت مساحات الجهل والأمية، لقد فتحت لنا شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، آفاقاً واسعة من المعرفة والثقافية، وخاصة من يريد تطوير نفسه وقدراته وإمكاناته وثقافاته وعلومه، في جميع النواحي الثقافية والاقتصادية والمعرفية، وغيرها الكثير، ولكن الذي الذي يحدث، مع الأسف، أن هناك عزوفاً واضحاً، وعدم استخدام مفيد لهذه البرامج، بل إن هناك من يقابل هذه الإمكانات المعرفية الغزيرة الهائلة باللامبالاة، ويستخدمها كوسيلة من وسائل الترفيه وضياع الوقت والجهد، دون طائل لا معرفي ولا علمي، بل حتى أصبحت برامج التواصل الاجتماعي تستنزف الكثير من أوقاتنا، حيث باتت مصدراً من مصادر المعرفة التي لا غنى عنها، لذا، تجد العشرات من الرسائل الإلكترونية والإشعارات من مقاطع الفيديو والمواقع التجارية، ووسائل الترفيه، والمعلومات الطبية والرياضية والثقافية وغيرها، التي لا مرجعية لها، ولكن البعض منا، للأسف، ينساق نحوها، ويبني عليها أفكاره وقراراته، وهذا خطأ فادح. 

أقول إنه رغم هذا الكنز المعرفي الذي بين أيدينا على أجهزة مختلفة الشكل والدقة، ولكن تتسرب نحونا الكثير من المعلومات المزيفة والكاذبة.

لقد حدثت تطورات كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث صارت هذه المواقع مزوّدة بتقنيات للتصوير الثابتة أو المتحركة، وصارت هذه الوسائل خطيرة جداً، ولا بد من الحذر عند استخدامها، فمواقع مثل «تويتر» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«تك توك» وغيرها، ورغم أنها تمكنت من منح كل شخص مساحة واسعة من التحرك وصناعة الأخبار والشهرة، ونشرها على نطاق واسع، ولكنها باتت مرتعاً للكثير من الأخبار الكاذبة، مثل الإشاعات، واستهداف الأفراد أو المجتمعات بالسب والشتم والتحقير والتنمر والتشويه والتحقير والعنصرية والوقاحة، لقد أصبحنا نعتمد على مصادر عدة للأخبار غير الموثوق بها، والتي لا تتمتع بالمسؤولية، وهي معضلة نعاني منها اليوم، فهناك عدد كبير من ضعفاء النفس الذين ينشرون أخباراً كاذبة، إننا اليوم بحاجة للتوعية بآلية مثل هذه المواقع، وسهولة الكذب من خلالها.

يجب علينا قبل التحدث في موضوع ما، وقبل إبداء الرأي في وسائل التواصل، أن نكوّن معلومات حول هذا الموضوع، أن ندرسه ونفهمه، وأن نحدد الأهداف الرئيسة من هذا الحديث، ولا ننساق نحو الأخبار الكاذبة، بل يجب علينا أن نكون حذرين عند طرح أي موضوع، وكيفية الرد عليه بكل حكمة، فهذا العالم لا مأمن له، ورغم اختلاف الآراء وكيفية طرحها، فلا بد عليك أن تكون حكيماً وحذراً من الوقوع في الخطأ، خاصة في مثل هذه المواقع، حتى لا تقع في أفخاخها، فإبداء الرأي في وسائل التواصل، يختلف تماماً عن الترويج للشائعات، قال غاندي عنه: «الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء، وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء».

Email