المتنمرون على الإعلام التقليدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

التحولات الجديدة في عالم الإعلام مع ظهور التقنيات الرقمية أصبحت مختلفة وأسرع في نقل المعلومة والأخطر مع سوء الاستخدام، حتى أصبح هنالك متنمرون على الإعلام التقليدي؛ لأنهم يعتقدون بأنهم فازوا في السباق.. ظهور الإعلام الجديد والمدعوم بمنصات عالمية على مواقع التواصل الاجتماعي لن يصبح البديل عما يعتقده البعض عن وسائل الإعلام التقليدية، وهذا أمر خاطئ، وذلك من خلال الأدوات وعناصر الاتصال الجديدة في نقل المعلومات أو لصناعة الأحداث؛ لأن قطاع الإعلام المرتبط بمؤسسات إعلامية كبيرة طور من أساليبه لتصبح مواكبةً لتطور أدوات الإعلام، مع طرح السؤال المهم، كم منا من رمى التلفزيون الخاص به، أو كم منا لم يعد يلمس ورقة صحيفته المميزة وجهازه الإلكتروني بجانبه.

إن الإعلام التقليدي في عصره المتجدد، ومن لا يرى ذلك يحتاج لمراجعة خروجه من عالمه القديم الذي لم يستطع الخروج منه، إن الإعلام التقليدي باقٍ وسيبقى متربعاً كمصدر أساسي ومهم لنقل الأخبار الحقيقية، ولن يأتي الإعلام الجديد ليحل بديلاً عن الإعلام الكلاسيكي أو التقليدي، لأنه استطاع مواكبة ومجاراة التطور الكبير في قطاع الإعلام حتى أصبحت الصحف من ورقية إلى إلكترونية، أليس هذا هو الإعلام الجديد.. قنوات التلفزيون أصبحت منصات رقمية على هواتفنا نتابع بالتوقيت الذي نختاره أليس هذا هو الإعلام الجديد.. جميع الصحف والمؤسسات الإعلامية أصبحت تتصدر المشهد في مواقع التواصل الاجتماعي، وتمتلك منصات رقمية تنشر من خلالها محتوى رقمي مباشر، وتستخدم فيه كافة التقنيات الجديدة ويصل لكافة شرائح المجتمع بكبسة زر، أليس هذا هو الإعلام الجديد.. 

لم نعد نملك إعلاماً تقليدياً في دولة الإمارات، بل واكب التغيير وحافظ على أن يكون هو رأس الهرم؛ لأن هذا القطاع الاستراتيجي أصبح ملزماً بأن يتواءم مع التكنولوجيا الحديثة ويتأقلم معها، فهو الأول في المصدر وصناعة الإعلام وقادر على خوض التحديات والمتغيرات في صناعة المحتوى الرقمي الجديد، إن الإعلام الجديد الذي يملكه الأفراد الذين يخوضون نفس السباق والتحدي من الصعب أن يكون بديلاً عن الإعلام التقليدي والرسمي، بل هو يجب أن يكون داعماً أساسياً للرسالة الهادفة التي ينقلها الإعلام الحقيقي.

Email