لنختصر التجارب المؤلمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل يمكننا أن نجد إنساناً على كوكب الأرض دون ألم، دون حزن؛ دون وجع؟ الإجابة الواضحة والبسيطة والمعروفة لدينا جميعاً هي لا.

الجميع يعاني ويتألم بدرجة أو أخرى، فأحياناً تمر بنا أوقات محملة باليأس والحزن والألم، ولا يوجد من هو في معزل عن مثل تلك التجارب المؤلمة، ولا من هو في حماية تامة منها، بل يكاد الجميع يتشاركون بهذا المستوى، إن حالة التقلب النفسي والمزاجي الذي يعيشها البعض دون سبب، قد يكون سببها، المحيط الذي تعيشه الأسرة، أو في العمل، أو حتى في مجال الصحبة والرفقة والمجتمع، نعم، العواطف والتبدل النفسي قد يسببان الكثير من الهموم، حتى باتت الهموم روتينية ولا ننتبه لها، رغم أن لها أهمية بالغة في حياتنا. حالتنا النفسية تتفاوت نظراً لعوامل مختلفة قد نرصد البعض منها وقد لا ننتبه للكثير منها؛ لذا فإن الإنسان مهما كانت مكانته الاجتماعية ومهما كان وضعه المالي والاقتصادي والاجتماعي، لن يكون في معزل عن مثل هذه الحالة، والذي نستطيع فعله هو فهم ما يحدث لنا من تقلبات هذا الفهم يساعدنا في تجاوز بعض هذه الحالات، يساعدنا على أن نتجاوز ردة الفعل التي قد تصدر وتكون سلبية وتزيد الأمور سوءاً، أعتقد أن المطلوب تحديداً أن نفهم هذه الحتمية، ونعرف كيف نتعامل مع أنفسنا عندما نكون مضطربين.

توجد حقيقة نتفق عليها جميعاً وهي أن كل واحد منا يجد في حياته الهموم والمشقات والعقبات والأوجاع، كما توجد إحباطات وتراجعات وانهزامات تظهر لنا بين حين وآخر، ولعل هذه المنغصات، تأتي نتيجة لعدم الخبرة، أو لتكرار الأخطاء وعدم الاستفادة من خبرات الآخرين.

ورغم التنوع الكبير في الهموم والتطلعات والنجاحات والرغبات، والتنوع حتى في الفشل والخسارة والفوز والتقدم، بل حتى السعادة والفرحة باتت لها مقاييس وأنواع، فعلى كل واحد منا أن يشحن نفسه بالأمل والتفاؤل بالله تعالى والنظر نحو المستقبل بإيجابية، وعدم الغفلة عن فضيلة كبيرة ومهمة جداً قد تساعدنا وتخفف علينا من وطأة هذه الهموم، وهي التسلح بالعلم والمعرفة والثقافة، لأن المعرفة قوة في أي مجال من مجالات الحياة، وتختصر علينا الكثير من التجارب المريرة والمؤلمة.

المطلوب منا القراءة والمعرفة، المطلوب تزويد عقولنا وقلوبنا وأنفسنا بالمعارف والخبرات والنجاحات التي قد نحصل عليها من التجارب المريرة والقاسية، لماذا لا نوفر على أنفسنا كل هذا الألم ونستفيد من تجارب الآخرين؟

 

Email