ثقافة الحوار .. فن ومهارة في الاختلاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستخدم البعض الصراخ والكلمات العالية الحادة لمحاولة حل المشكلات ولكن هذا الأمر يؤدي إلى المزيد من الاختلافات الكبيرة والعداوة.. لم يذكر أي مرجع أنه بالصراخ والحدة في الكلام قد نستطيع حل خلافاتنا بل إن الغضب دوماً يسبب تصدعات ومشكلات وحروباً؛ ورغم معرفتنا بهذه الحقيقة ولكن البعض يمارس هذا السلوك المنفر المزعج، وهو الصراخ وإلقاء الكلمات القاسية على الآخرين، ويريد منهم التقبل والتأييد والموافقة على كلامه. 

كلنا نعلم أن هذا السلوك لا يمكن أن يسهم بحل خلافاتنا في الحياة؛ سواء أكنت أباً أو أماً، أو كنت مديراً أو مسؤولاً، أو كنت معلم ومرشد تعليمي، أو كنت في أي مسؤولية وغيرها؛ فالمطلوب منا أن نفكر في الحلول بكل إيجابية وهدوء ويسر وأن نحاول التجلد والصبر وإظهار الذكاء والحنكة في أحلك الظروف والأوقات.

لقد صدقت هذه المقولة «عند الاختلاف هناك ثلاث طرق للتصدي له الأولى الحوار، الثاني التعايش، الثالث الحرب»، فلو صار جدال أو خصام بينك وبين زملائك في العمل أو جارك أو أي شخص من الأقارب وغيرهم فالحوار والنقاش سوف يكون أقرب الحلول بينكم، وخاصة إذا كانت النوايا بينكم واضحة وطيبة ونقية بمعنى أننا نحتاج للتعايش مهما اختلفنا في الكثير من الأمور ولكل واحد منا وجهات نظره التي يعتبرها مقدسة، نعم إننا نحتاج للهدوء أثناء المشاكل لأنه يدفع بنا نحو التفاهم، ونحتاج للهدوء في غضبنا لأنه يسكن هذه الثورة التي لا داعي لها ونحتاج للهدوء في خوفنا حتى يفسح لنا المجال للتفكير، ونحتاج للهدوء عندما نغوص في وحل العقبات والمشاكل، إن الهدوء يسمح لنا بالبحث عن حلول منطقية وجذرية.

يقول الدالاي لاما: "العقل الهادئ يجلب القوة الداخلية والثقة بالنفس، لذلك هذا أمر مهم جداً للصحة الجيدة".

 نحن بحاجة لتعلم مهارات التواصل والنقاش والحوار والتعايش وليت مدارسنا تساعدنا في فهم هذه الجوانب الحياتية كموضوع فنون الحوار وتقديم برامج أو منهاج معني بهذه الجوانب، فيخرج لدينا جيل واع ملم بآداب الحديث والنقاش مع الآخرين يملك فنون الإنصات واحترام آداب الحوار.

Email