ما بعد الكونجرس العالمي للإعلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد النجاح المميز الذي صاحب انطلاق النسخة الأولى من الكونجرس العالمي للإعلام في أبوظبي، سيدور السؤال المهم في أذهان أصحاب الاختصاص من قطاع الإعلامي.. ماذا بعد الكونجرس العالمي للإعلام؟
إن تطورات أدوات الإعلام التي يشهدها العالم تمضي بشكل سريع جدا، حتى إن الإعلام التقليدي لم يعد كذلك، فمن منا لا يقرأ الصحيفة الورقية على هاتفه الذكي الآن، ومن لا تصله أخبار العالم بضغطة زر على هاتفه من كل المنصات الإعلامية، إنه مستقبل الإعلام الجديد الذي بات يوظف خوارزميات الاتصال والإعلام لكي يكون متصلاً بأدوات الذكاء الاصطناعي ومواكباً لكافة القطاعات الخدمية الأخرى.

إن البدء في استغلال الفرص في تطوير منهجية الاستثمار في مجال صناعة الإعلام يجب أن يكون من أولويات الخطط التي تضعها المؤسسات الإعلامية حتى تواكب التطورات التي تطرأ على قطاع الإعلامي العالمي، لذلك كان الكونجرس منصة جمعت كافة المطورين وقصص نجاحات ساهمت في وضع رؤية جديدة ومدروسة عن صورة مستقبل الإعلام وما سيكون مطلوباً تطبيقه في المستقبل للمساهمة في تنمية المجتمعات ومحاربة الفوضى التي تخلقها المعلومات المغلوطة.

إن الإعلام قطاع رئيسي يواجه كل ما هو مغلوط، لذلك فإن تطوُّر الأدوات التي تنشر خطابات التمييز والكراهية يجب أن تواجهها أدوات إعلامية وتقنية متطورة وفعالة تواجه كل من يهاجم المجتمعات المتسامحة في عصر الإعلام الجديد.
ما رسمه الكونجرس العالمي للإعلام هو الأثر الإيجابي الذي نقلته الكثير من المؤسسات الإعلامية من تلك الوسائل، وإمكانية العمل على استخدامها تجاريا وثقافيا واجتماعيا للاستفادة من هذه التقنيات الإعلامية، حيث أن تبني العديد من المبادرات في سبيل تطوير محتوى قطاع الإعلام ووسائل التواصل الإعلام الاجتماعي الجديد، سيساهم في تعزيز دور صورة الإعلام كقدوة ومحرك استراتيجي في المجتمع.

إن عالمنا الحالي يعيش فترة غزو تقني وتكنولوجي بالتأكيد سيكون له آثار من الناحية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ويجب علينا التنبه لهذا وأن نكون مستعدين لمواكبته واحتواء كافة تطلعات المستقبل من أجل التنمية، إن قطاع الإعلام يهدف لخلق مبادئ تساهم في قيادة دفة التغيير المعتدل الذي ينشر السلام ويبني الأوطان ولا يشوه المجتمعات ويدعم إظهار النماذج المشرفة لقيادة التأثير والتغيير، إن التركيز على رقابة المحتوى بكافة أشكاله، يضمن أن ما سيتم نشره يجب أن يحترم الخصوصيات ويضمن الخصوصية ويحترم أخلاق المجتمعات.

Email