من «الشارقة» إلى «العين».. 19 يوماً في حضرة الكتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن يجد هواة تسمية أشهر العام وفقاً للأحداث والفعاليات والأنشطة الأبرز التي تشهدها، لشهر نوفمبر الجاري أفضل من ربطه بالكتاب، فمع انطلاقة فعاليات الدورة الـ41 لمعرض الشارقة للكتاب، سيعلو صوت الموصوف بـ«خير جليس في الزمان»على مدار 12 يوماً متتابعة، تنتهي في 13 نوفمبر، قبل أن تصبح نفس هذه الأيام متصلة مع أخرى تبدأ اعتباراً من 14 وحتى 20 من ذات الشهر، يتسيد فيها الكتاب المشهد أيضاً، ولكن بعد أن يكون عشاقه قد غيروا وجهتهم سالكين طريق دبي - العين، وصولاً إلى المقر الرئيسي لمهرجان العين للكتاب، باستاد هزاع بن زايد.

19 يوماً تجتمع فيها دور النشر، وتتنافس على عرض أحدث الإصدارات، بالتوازي مع فعاليات ثقافية وفكرية ومعرفية وفنية متنوعة، ما بين ندوات وجلسات وورش عمل وغيرها.

لسنا بصدد مقاربة أو مقارنة بكل تأكيد بين الحدثين المهمين، فمعرض الشارقة الدولي للكتاب هو أحد أعرق وأهم معارض الكتب بالمنطقة، ويشكل بجانب معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أهم معرضين في هذا القطاع بالإمارات، والأكثر استقطاباً لدور النشر الكبرى المهتمين بصناعة النشر، واقتناء الكتاب، لكن التتابع الزمني بين كليهما يحمل في طياته رسائل مهمة، ليست وليدة الصدفة.

أحد أبرز تلك الرسائل هو الحرص على التنسيق بين المؤسسات الثقافية المختلفة، حيث لم يتقاطع توقيت الحدثين، رغم ازدحام أجندة الفعاليات الثقافية في إمارة الشارقة، ومدينة العين، وهو تنسيق يستوجب الإشادة بجهود المبرمجين في هيئة الشارقة للكتاب، ومركز أبوظبي للغة العربية.

وبعد التنسيق يأتي الاختصاص المرسخ لحالة تنوع إيجابية بين «الشارقة الدولي للكتاب» هذا المعرض الرئيسي على أجندة كبرى دور النشر الإقليمية والعربية، و«العين للكتاب»، الذي يعد نموذجاً لمعارض الكتب المناطقية التي تقام بالمدن ذات الطبيعة الخاصة، وهو نمط من المعارض ذائع الصيت في العديد من المدن الأوروبية، حيث يصب هذا التنوع الثري لصالح القارئ الذي سيجد مراده حتماً في تلك المظلة الجامعة للكتاب في الشارقة، وسيجد حالة وبصمة خاصة بنكهة عيناوية تراثية في «دار الزين»، سواء فيما يتعلق بالمحتوى أو الفعاليات المصاحبة.

العنصر المشترك بين الحدثين أيضاً هو هذا الاهتمام، وذلك التفاعل الإيجابي الذي تحظى به القراءة، وما يحيط بها من فعاليات معرفية وثقافية وفكرية، في الإمارات، حيث تتحول معارض الكتب بمجرد استقبالها للزوار إلى مواطن جذب للأسر والعائلات والأطفال والشباب، فتنتشر فكرة القراءة، من القارئ المتمرس، إلى سواه من أصدقائه وزملائه وأفراد أسرته، بدرجات متفاوتة، وهو الانتشار الذي يصعب أن تتوافر ظروفه بعيداً عن الأجواء المدهشة التي توفرها معارض الكتب، وما يرتبط بها أيضاً من اهتمام إعلامي مكثف ونوعي.

بقيت الإشارة إلى حالة الزخم والاحتفاء الرفيع بالكاتب والمؤلف والناشر، الذي لمستها شخصياً أثناء رحلة عودة عبر مطار دبي، قبل عدة أيام، حيث يتم استقبال ضيوف «الشارقة للكتاب»، باحتفاء ملحوظ، وهو الاحتفاء المتكرر قطعاً بمطار الشارقة، الوجهة الرئيسية لقدوم ضيوف المعرض الذي يدخل بدورته الأحدث أولى سنوات عقده الخامس.

 

Email