أم الدنيا والإمارات «قلب واحد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

* لن تتخلى عن مصر.. وأننا نقدر موقف الشعب المصري العبقري البطولي في القضاء على حكم الإرهاب والظلام.. وإنه لو كانت هناك «لقمة حاف» لاقتسمتها الإمارات مع مصر.. (محمد بن زايد آل نهيان).

* وقوفنا مع مصر ليس كرهاً في أحد.. بل هو حب في شعبها.. وليس منة على أحد بل واجب في حقها.. وليس لعائد سريع نرجوه بل هو استثمار في مستقبل أمتنا.. (محمد بن راشد آل مكتوم).

عندما حاول التنظيم الدولي الإرهابي ضرب العلاقات التاريخية بين الإمارات ومصر، وتهيأ له أن هذه الحملات بدأت تؤتي ثمارها.. إلا أن فشلها النهائي جاء على مستويين متوازيين، المستوى الأول:

هو المستوى الشعبي من الجانبين الإماراتي والمصري الذي لم ينجرف عاطفياً وراء المحاولات السافرة لاستفزاز مشاعر الطرفين واستجرار مواقف عدائية من مصر تجاه الإمارات أو العكس، ورأينا في عز الأزمة كيف وقف مصريون يدافعون عن الإمارات، غير متهيبين من الإجراءات الانتقامية التي قد يتخذها في حقهم أذناب الإخوان في مصر، وذلك عندما تطاول القيادي الإخواني «العريان» على دولة الإمارات.

أما المستوى الثاني: فهو المستوى الرسمي المتمثل في القيادة الحكيمة للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وسائر المسؤولين الإماراتيين الحريصين على عمق العلاقات بين البلدين.

وعلى ألا تهزها رياح الفتنة العابرة، ولا تؤثر فيها الحملات المسمومة انطلاقاً من النهج الذي أرساه الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كانت لمصر مكانة كبيرة في قلبه ووجدانه وفكره، لإدراكه أن مصر تشكّل القلب النابض للعالم العربي، عندما قال مقولته الشهيرة «مصر قلب العرب إذا مات هذا القلب مات العرب».

ومن بعده رسخ وعزز هذه الروابط المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي سار على خطاه ونهجه، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

وتعزيزاً لهذه الثوابت أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي في زيارته الأخيرة لدولة الإمارات، أن مصر القوية هي سند لكل العرب.

وأن العلاقات المصرية الإماراتية ليست علاقات دبلوماسية اعتيادية، بل هي علاقات محبة وأخوة وشراكة رسخها الشيخ زايد، رحمه الله، ورفع بنيانها الشيخ خليفة، رحمه الله، وإخوانه، ويعزز هذه الأخوة اليوم علاقة راسخة بين الحكومتين ومصالح متبادلة بين الشعبين الشقيقين.

مشيراً سموه إلى أن مصر وشعبها وقيادتها كانوا وما زالوا شركاء لدولة الإمارات منذ تأسيسها، في كل المجالات، «التعليمية والثقافية والاقتصادية والحكومية»، وأن العلاقات النموذجية التي بنتها دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية تمثل العلاقات العربية بين الأشقاء كما ينبغي وكما أرادها الشيخ زايد، رحمه الله.

وكما يحبها الشعبان الشقيقان، ويدرك القارئ جيداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت منذ بداية تأسيسها على وفاق تام مع مصر قيادة وشعباً وسنداً لها، كما تفخر الإمارات أيضاً بعطاء المميزين من أبناء مصر الذين عملوا على أرضها لعقود مضت بإخلاص وتفان، وما زالوا يعملون معنا جنباً إلى جنب، في شتى المواقع والميادين.

* «الشيخ زايد لم يمت»، هو التعبير المصري الخالص الذي استخدمه الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الجزء الثاني من حواره التلفزيوني أثناء ترشحه للرئاسة، الذي أشار فيه إلى استمرار الدعم الإماراتي لمصر، وهي إشارة حملت في طياتها إشادة وعرفاناً بالدور التاريخي للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في دعم مصر اللامحدود.

والذي لن ينساه له أبداً الشعب المصري الأصيل، وخصوصاً مواقفه المشرفة ومقولته الشهيرة عندما شهر سلاح البترول في وجه الغرب أثناء حرب أكتوبر قائلاً: «البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي».

لقد جاءت تصريحات السيسي معبّرة بصدق عن حقيقة العلاقة التاريخية الودية بين مصر والإمارات التي كانت علاقة مستقرة على الدوام. إن الاحتفال بخمسة عقود مضت على العلاقة المصرية الإماراتية، ما هو إلا نتاج علاقة أخوية راسخة متجذرة ومتطورة عاماً بعد عام بين قادة وشعبي البلدين. حفظ الله مصر والإمارات قيادة وشعباً. أم الدنيا والإمارات قلب واحد.

 

* كاتبة إماراتية

 

Email