رسالة سلام من صحراء الإمارات إلى أرض الفراعنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يرى ويلتمس العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية الشقيقة لا يسعه فهم هذا الترابط التاريخي العريق والذي يمتد لـ 50 عاماً، وفي ذلك لا يسعنا إلا أن نستذكر وصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يؤمن بأن مصر جوهر العروبة وسنداً منيعاً لها، حتى قال: «نهضة مصر نهضة للعرب جميعاً وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً بجانب مصر». 

وشهد التاريخ للموقف النبيل الذي سطر بماء الذهب بفخر واعتزاز من خلال المواقف الشجاعة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حين أعلن بصريح العبارة وأمام العالم كله في حرب أكتوبر 1973 عندما خرج للصحافة وقال إن النفط العربي ليس بأغلى ولا أثمن من الدم العربي، فأصبحت هذه الكلمات خالدة في أذهان المصريين حتى يومنا هذا وعبر التاريخ، علاقات متينة استراتيجية رباطها الدم والأخوة المتحدة.

وها نحن على مشارف الاحتفال الكبير للعلاقات المتميزة الإماراتية - المصرية، التي تدخل في عامها الـ 50 لتعكس الحب الكبير الذي أصبح أقوى تاريخياً، وراسخاً قائماً على التفاهم الكامل والعميق بين الشعبين والقيادتين وجميع مؤسسات الدولتين نحو سياسة يسودها السلام ورسالة التسامح والسعي لاستقرار الشعوب في المنطقة العربية، وسياسة خارجية موحدة قائمة على المصالح المشتركة في ظل تعزيز التعاون المشترك الذي يضمن العيش الكريم لكل لبشر، تجمع مصر والإمارات علاقات وطيدة جذورها ضاربة ومتماسكة يشهد لها التاريخ، ولا تزال ثابتة وفي تصاعد تنموي لا يتغير مع تبدل الزمان والأحداث.

وفي ظل التحديات الإقليمية والعالمية والتوتر المتصاعد بين كثير من الدول ظلت العلاقات الثنائية الأخوية بين مصر والإمارات متميزة في رسوخها وتطورها وتسير بخطى ثابتة، وكل ذلك يرجع للتقارب العميق على كل الأصعدة من جوانب العلاقات المتميزة التي ترجمتها شمولية رؤية قادة الدولتين من أجل الارتقاء بمسار هذه العلاقات في كل المجالات.

تحت شعار «مصر والإمارات قلب واحد»، تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بشقيقتها الكبرى جمهورية مصر العربية في إطار الاعتزاز بالعلاقات الأخوية الراسخة التي تربط الدولتين قيادة وحكومة وشعباً، وبمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات المتميزة بين البلدين، وذلك لتأكيد الترابط العميق الذي يجمع الشعبين الشقيقين، والأخوة الراسخة، والمحبة التي تميزت بالمصداقية، القائمة على التفاهم والمصير المشترك، والذي بات متوحداً تحت رؤية واحدة، حفظ الله مصر والإمارات.

Email