هل صانوا الأمانة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال له: أوافق على تزويجك ابنتي، ترى ما الذي دفع به أن يسلم قطعة من روحه لرجل غريب لم يكن يعرفه من قبل؟

وآخر، نام مطمئناً بعيد الشك في شخص وضع تحت تصرفه مهام لها علاقة بأملاك تقدر بالملايين، ترى لماذا كلف هذا الشخص بالذات؟

وطفل ممسك بيد أمه بقوة كأنه يخشى أن يضل الطريق بدونها، هي تقوده حيث تشاء، ألم يشعر بالخوف معها؟

أن يشعر شخص بالثقة، فتلك عملية صعبة تكمن في تكوين تلك النظرة الراسخة لدى من أعطى الثقة في شخص أهلته ميزاته أن يحفظ أمانة لديه، فاقتنع صاحب الأمانة أن ذلك الشخص أهل للثقة على مال أو عرض أو مكان.

إن كانت الثقة هي ما دفعته للائتمان على أمر ما فذلك فضل عظيم ممنوح من الواثق، ولكن من الممكن أيضاً أن يسلم شخص أمانته لأحد مع طلب ضمانات تكفل استرداد الأمانة، سواء كانت الثقة موجودة أم لا ففي كل الأحوال هي أمانة.

في حالة الثقة بأحد، قد تكون هناك علامات لمسها صاحب الأمانة بشخص فوثق به، ربما لم يرها الشخص المؤتمن به في نفسه، وللأسف نرى استهانة بعض الأشخاص في صون الأمانة فيتركون أثراً سلبياً لدى الآخرين.

وعند معاناة زوجة من سوء معاملة زوجها وعدم الراحة في بيته، يكون الزوج قد استهان بالأمانة التي أعطيت له من والدها وخان الثقة التي منحت فاهتزت نظرة الأب له.

وتبديد أموال صاحب عمل على يد موظف استهان بالمهام الموكلة له بسبب سوء سلوكه في العمل، فتلك خيانة للأمانة التي منحت له.

وتعرض طفل للخوف بسبب تعنيف والديه المتكرر له أو التهاون في تربيته التربية الصحيحة وانجراره خلف رفقاء السوء، تلك خيانة لدور الأهل في تربية أطفالهم بصورة سليمة تؤهلهم أن يكونوا أفراداً صالحين في المجتمع.

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ».

ما أودعه الأب وصاحب العمل والطفل لدى الأشخاص المؤتمن بهم ثقة تحتاج إلى تقدير وأمانة تحتاج إلى صون. فالأمانة حمل لا يستهان به وضعت بين يدي من وجب عليه أن يقدرها ويحفظها.

Email