الحياة تحتاج منا إلى التنوع والصبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

العديد يتخذ من هموم الحياة عذراً، وسبباً للتراجع والتخاذل والاستكانة واليأس والإحباط، وأحياناً يجدها وسيلة أو سبباً للتراجع والفرار من مسؤولياته، وننسى أن الحياة تحتاج منا إلى الهدوء والتفكير وتحديد الأهداف والتخطيط وترتيب الأمور بروية وهدوء وذكاء، فتأجيل أعمالنا وأشغالنا اليومية سينتج عنها تسويف، وتصبح عادة لا نستطيع التخلي عنها، والمطلوب منا مواجهة المتطلبات التي تتزاحم.

لا بد أن نفكر بهدوء ونجيب عن الأسئلة اليومية، التي تراود الجميع؛ من أين نبدأ وكيف نبدأ وهل ستكون هناك نتائج واضحة؟ الكثيرون منا لا يعرف كيف يرتب حياته ووقته، فيتفاجأ بأنه قد تكالبت عليه الواجبات الوظيفية أو الالتزامات الاجتماعية المختلفة.

إذن أين هي المشكلة؟ دعونا نفكر قليلاً. أعتقد أن الخلل يكمن في عدم التخطيط وجدولة أعمالنا اليومية وتدوينها بصفة مستمرة؛ كثيرون منا يعتمد على الذاكرة المزدحمة والمهمومة بالكثير من تفاصيل الحياة. إننا نحتاج لتغيير طريقة تعاملنا مع مختلف أعمالنا اليومية ومراجعة كل تفاصيل حياتنا، ليضع كل واحد منا خطة يسير عليها، أن تكون تلك الخطة مليئة بالمنجزات، والعمل بروح جديدة جميلة متطلعة ومتفائلة بالغد والمستقبل، ولندرس جوانب النقص لدينا، ونسعى لنتعلم كيف نتحكم بمشاعر العصبية والضيق والحزن، وتعلم كيفية الاسترخاء وسعة البال، وإذا كنت تجد نفسك انطوائياً ولا تشعر برغبة بالتواصل مع الآخرين، فنصيحة من القلب: لا تعزز هذه العادة، بل تغلب عليها بالمزيد من التواصل مع الناس.

يجب أن تتعلم أن آراء الناس ليست مهمة دوماً، فلا تنتظر من أحد أن يساعدك على تنظيم وقتك وحياتك، لا تنتظر من يفكر عنك، ويأخذ قرارات مصيرية في حياتك، خذ من الحياة ما يفيدك وينميك، واترك ما يحبطك، ويسبب لك الألم والإحباط، تذكر دائماً أن الناس ينتقدون الأشخاص الناجحين بكثرة. يقول الروائي الشهير الراحل فيكتور هوجو: كن كالطائر، الذي يستريح من التحليق لبرهة فوق أغصان غاية بالضعف، ويشعر بأنها تنهار من تحته، ومع ذلك يغني، لأنه يعلم أن لديه جناحين. ما دمت على قيد الحياة تذكر أن لك قيمتك، ولك شخصيتك، سواء كان ذلك برضا الآخرين، أو لا. الحياة تحتاج منا إلى التنوع والصبر والتغيير والتفاؤل.

Email