نحتاج للوعي والمعرفة
إن الحياة المعاصرة الحديثة التي نعيشها، تحتم علينا معرفة وفهم تقنياتها وآلياتها، والإلمام بالبرامج والتطبيقات أصبح شيئاً بديهياً فأي تراجع أو تخلف أو عدم اللحاق بهذه التطورات سيسبب في نهاية المطاف ما يشبه الغربة والشعور بالوحدة والعزلة.
إننا نعيش اليوم في عصر التقنيات الحديثة وثورة الاتصالات، فكل يوم تأتي إلينا التقنية بشيء يتطلب كيفية استخدامه والتعامل معه؛ تخيلوا عدد المواقع والتطبيقات التي نتعامل معها يومياً وقد يتطلب بعضها كلمة مرور مكونة من بعض الأحرف الصغيرة والكبيرة ورموز حتى تكون قوية ويصعب اختراقها عند ذلك يصبح عليك تدوين وحفظ هذه الكلمات السرية حتى تستطيع الرجوع إليها.
إن الشبكة العالمية الإنترنت قدمت اليوم للبشرية وسائل أخرى في مجال تبادل المعلومات مثل انستغرام وتويتر وفيسبوك وغيرها من التقنيات التي استطاعت أن تحدث تغييرات كبيرة في مجتمعاتنا إن لهذه التقنيات حتماً الكثير من التغييرات التي سوف تؤثر به في الأسر وخاصة الأطفال والمراهقين سوف تجد نماذج مختلفة ومتنوعة بلا غطاء سلوكي أو أخلاقي
مثلاً عند اشتراكك في مواقع الألعاب أو الترفيه أو حتى شراء منتجات استهلاكية من أي تطبيق سوف تتفاجأ بكم من معلومات من كل حدب وصوب ولا يمكنك الاختيار بينها، سوف تشعر بالارتباك من ذلك الكم الذي سوف يزعجك وسوف تحاول التخلص منه وحتى إن وضعت إعدادات لتصفية مثل هذا السيل فإن قدراتك ستكون عاجزة عن إيقاف المعلومات الإعلانية التي من خلالها يتم تمرير الكثير من المعلومات الخطأ والمضللة.
أحياناً يخيل لك أنك تستطيع التحكم في كل هذا السيل المعلوماتي وأن لدينا صلاحيات تحد من تلك التي لا نحتاجها أو التي نرفضها ولكن الحقيقة أن هذا واقع شبكة المعلومات العالمية الإنترنت، التي باتت سوقاً استهلاكياً ضخماً، وباتت ميداناً إعلانياً غير محدود؛ أسوق لكم مثالاً يوضح هذا الجانب، حينما تقوم بالحجز لرحلة طيران أو عند الدخول لتصفح موقع حجز سيارة للإيجار أو مواقع الفنادق أو حتى البحث عن فيلم معين أو معلومة طبية سوف تتفاجأ بأن جميع الإعلانات التي تظهر أثناء تصفحك الشبكة جميعها تتوجه نحو ما بحثت عنه. لقد أصبحت تلك الإعلانات تطاردك بصورة لا قدرة لك على القرار.
إنها ليست دعوة للهرب أو الانهزام أو الانكفاء أو حتى الاختفاء عن هذا العالم التقني المتسارع
إنما هي دعوة للفهم والوعي والمعرفة والبحث بعمق في هذا العالم الافتراضي، ومعرفة كيفية التعامل معه، والاستفادة من المعلومات وتوفير الوقت والجهد.