دعماً لجهود الحد من آثار التغيّر المناخي وإيجاد أرضية مشتركة لبناء مستقبل مستدام

مبادلة وجهاز أبوظبي للاستثمار يستضيفان قمة الكوكب الواحد لصناديق الثروة السيادية في أبوظبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعقد في أبوظبي يومي الخامس والسادس من أكتوبر الجاري، فعاليات القمة السنوية الخامسة للرؤساء التنفيذيين لصناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد)، وتُعد هذه القمة التي تعقد لأول مرة خارج قصر الإليزيه في فرنسا، الأكبر من نوعها، وتأتي تقديراً لجهود أبوظبي في مجال مواجهة تداعيات التغير المناخي، خصوصاً مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخCOP28 ، حيث يمثّل أعضاء شبكة صناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد) جزءاً كبيراً من الاقتصاد العالمي، مما يتيح لهذه الشبكة لعب دور رئيسي ومهم في دعم جهود الانتقال لمستقبل منخفض الكربون.   

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أطلق قبل نحو خمس سنوات، مبادرة تجمع تحت مظلتها عدداً من صناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد)، بهدف إيجاد إطار عمل مشترك ضمن اتفاقيات باريس للمناخ. ومنذ ذلك الحين، توسعت شبكة صناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد) لتشمل أكثر من 45 جهةً من أكبر وأبرز المؤسسات والجهات الاستثمارية في العالم، بما في ذلك صناديق الثروة السيادية وشركات إدارة الأصول وشركات الأسهم الخاصة، حيث تمتلك وتدير هذه الجهات مجتمعةً، استثمارات وأصول تربو على 37 تريليون دولار.

وتستضيف شركة مبادلة للاستثمار بالشراكة مع جهاز أبوظبي للاستثمار، فعاليات القمة على مدى يومين، ويعمل الطرفان معاً على تعزيز ودعم الجهود الرامية للحد من آثار التغيّر المناخي، من خلال الدعوة إلى الحوار والتعاون البنّاء عبر شبكة صناديق الثروة السيادية العالمية (الكوكب الواحد)؛ التي تلعب دوراً مهماً في توجيه المشهد الاستثماري على مستوى العالم. ويجتمع في أبوظبي اليوم نخبة من أبرز الجهات والمؤسسات الاستثمارية العالمية، لتأمين الموارد اللازمة لإيجاد حلول للتحديات العالمية.  

ولطالما ساهم القطاع المالي في دعم التنمية الصناعية والتقدم التكنولوجي، وقام كذلك بدور مهم في تحقيق عوائد مالية مستدامة مع العمل على إحداث تأثير دائم. وترى شركة مبادلة للاستثمار وجهاز أبوظبي للاستثمار باعتبارهما عضوين بارزين في المجتمع المالي على المستويين المحلي والعالمي، أن التغيير المستدام يأتي من خلال الجمع بين الجهود الفردية والعمل الجماعي المشترك.  

يحتاج العالم اليوم إلى ابتكار وتطوير مصادر بديلة للطاقة، والمواد، والمواد الاستهلاكية من أجل مستقبل مستدام. ويعد تحوّل الطاقة وتسريع وتيرة تطوير مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، من التحديات الحيوية التي تواجه العالم، وهي مسيرة تتطلب عملاً منظماً ومسؤولًا، يرتكز النجاح فيها بشكل أساسي على تضافر الجهود الجماعية المشتركة.

لقد باتت صناديق الثروة السيادية اليوم مهيئة بشكل كبير للقيام بهذا الدور الحيوي، ولتكون أداة فاعلة لإحداث التغيير المطلوب، فنهج الاستثمار طويل الأمد المتبع من قبل هذه الصناديق والمؤسسات الاستثمارية، يتناسب تماماً مع الجهود الدؤوبة التي تتطلبها مواجهة التحديات الكبرى مثل تغيّر المناخ.

سوف تركز أعمال قمة صناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد) هذا العام، على ثلاثة محاور رئيسية، يتعلق محور ها الأول بالشركات الخاصة، حيث تمتلك وتدير صناديق الثروة السيادية معاً ما يقرب من ستة عشر في المائة من أصول الشركات الخاصة العالمية، الأمر الذي يوفر فرصة مثالية لتطوير نوعية وكمية البيانات والمعلومات المتعلقة بالمناخ. إذ يدرك أعضاء شبكة صناديق الثروة السيادية أن توفر البيانات الأساسية، يعد أمراً مهماً لاتخاذ قرارات استثمارية مناسبة، تأخذ بعين الاعتبار المخاطر والفرص المتعلقة بتغير المناخ.

ويتناول المحور الثاني من محاور أعمال القمة الهيدروجين النظيف، الذي يعد مجالاً مهماً من المجالات التي تركز عليها شبكة صناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد)، فضلاً عن كونه أولوية لدى حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. إذ يُنظر إلى الهيدروجين وعلى نطاق واسع، على أنه ركن أساسي في عملية تحوّل الطاقة، ويمكن استخدامه كوقود عديم الانبعاثات أو ناقل طاقة متعدد الاستخدامات، أو أحد حلول التخزين المرنة مع تطبيقات متعددة ضمن الاقتصاد الكلي، مما يسهم في استكمال وتعزيز جهود التحول الكهربائي في قطاعات مثل النقل، وتكنولوجيا الانبعاث الصفرية الأخرى. ويشار إلى أن شركة مبادلة للاستثمار قد عملت مع شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة القابضة ADQ على تأسيس ائتلاف أبوظبي للهيدروجين؛ الذي يهدف إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات في مجال الهيدروجين وبناء اقتصاد هيدروجين أخضر متين.

أما المحور الثالث من أعمال القمة فيركز على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة في الأسواق الناشئة والنامية، حيث توجد فرص كبيرة للحد من آثار التغير المناخي مع الاقتصادات النامية أيضاً. ويتطلع أعضاء شبكة صناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد) وبصورة جماعية، لزيادة استثماراتهم في مصادر الطاقة المتجددة في تلك الأسواق في حال تم وضع السياسات المناسبة وتوفير الحوافز الملائمة. فالنجاح في تمكين القطاعات ذات الأولوية سيخلق مزيداً من الفرص  لأعضاء شبكة  صناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد)، كما سيؤدي أيضاً لتأمين تدفقات متزايدة لتمويلات من قطاعات خاصة أخرى.

ويتطلع أعضاء شبكة صناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد) لإحداث تغيير ملموس من خلال إجراءات جماعية إضافية، ومن المؤمل أن تسهم النقاشات التي سيجريها القادة والرؤساء التنفيذيون في أبوظبي على هامش أعمال القمة، في تحقيق تقدم هادف وملموس في هذا المجال، وتفخر مبادلة وجهاز أبوظبي للاستثمار بلعب دور فاعل في دعوة واستضافة أبرز المؤسسات والجهات المالية والاستثمارية العالمية، وتهيئة المجال لإيجاد أرضية مشتركة لبناء مستقبل مستدام.

سعيد غديّر المنصوري أحمد الكليلي
نائب مدير الرئيس التنفيذي للاستراتيحية والمخاطر
جهاز أبوظبي للاستثمار شركة مبادلة للاستثمار

Email