الامتنان قد يكون جداراً من قماش

ت + ت - الحجم الطبيعي

لماذا لا نشعر بالامتنان تجاه الأمور الإيجابية فهي كثيرة لا تعد ولا تحصى؟ ويمكن أن تكون دروس الحياة ملأى بالحب والامتنان والتقدير الذي ينبع من القلب، ونجد أن الكثير ممن حولنا يساعدوننا ولسنا بمفردنا في طريقنا؛ كلما كنا ممتنين للأشياء الصغيرة في حياتنا تتبدى لنا أشياء أكبر من مصادر غير متوقعة ولذلك يكون لدينا شوق لمعرفة المفاجآت التي قد تظهر لنا في طريقنا. 

كن مستعداً لأن تعطي فكلما كنت أكثر امتناناً أتى الخير الكثير إليك، وكلما زاد عطاؤك زاد امتنانك لرب العالمين على هذه النعم؛ وكن مثل الحياة في عطائها يقول ألان كوهين مؤلف أمريكي ومتحدث في مجالات النمو الشخصي والإلهام والصحة الشاملة والعلاقات الإنسانية وتحقيق التوازن بين العمل والحياة إنه تعرف إلى طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات بينما هو في نزهة في إحدى جزر هاواي ورغبت الطفلة سامنثا كما يروي قصتها في أن تريه مسكن والديها؛ ويقول: انفطر قلبي بعدما رأيتها وأهلها يعيشون في حافلة مدرسية قديمة مستقرة في أحد الحقول وحينما وقعت بإشفاق عيناي على الشقوق الصدئة في الحوائط المعدنية والنوافذ المحطمة والسقف الذي يرشح بالمياه أدركت أن أسرتها تعيش ظروفاً صعبة وكانت الطفلة تريد أن تريني غرفتها فأخذت بيدي وأرشدتني إلى حجرة خشبية إضافية موضوعة فوق الحافلة فارتجفت ولكن لاحظت أن هناك قماشة ملونة جذابة قالت عنها سامنثا بسعادة «أنا أحب جداري»، لقد كانت تلك القطعة الملاصقة للجدار بيتها وكانت تطلق ضحكة صافية؛ لم تكن سامنثا تمدح فهي بالفعل كانت مستمتعة بهذا الجدار الملون لقد كانت سعيدة وتنظر لحياتها برضا وتقدير وربما هذا الأمر قد يحدث في حياتنا نحن أيضاً فلدينا الكثير من النعم التي تحتاج إلى شكر وتقدير فكلما ازداد شكرنا على النعم حصلنا على المزيد؛ وحين نعبر عن الامتنان تعود علينا الكثير من الفوائد فمن الأقوال المأثورة أن الأخذ والعطاء متساويان، إن الامتنان لديه قوة هائلة تساعدك على التخلص من أحزانك ويعد طريقة فعالة للتخلص من الإحساس بالنقص ونسيان مشكلاتنا وأفضل طريقة للتغلب على المواقف السلبية والتنبه لما هو إيجابي.

ويجعلنا الامتنان نسترجع ذكرياتنا عن الآخرين والأوقات المتميزة التي قضيناها معهم؛ فهناك الكثير من الأشياء الرائعة في حياتنا التي تستحق الامتنان عليها الأصدقاء والعائلة والوظيفة والصحة فلماذا لا نعبر عن امتناننا لوجود الأشخاص الرائعين في حياتنا؛ للمحبة بين أفراد أسرتنا والسعادة مع الأشقاء والأبناء؛ لجيراننا الذين يحبوننا ويتذكروننا في الأفراح والأتراح؟ إن دائرة السعادة تتسع كل يوم لتضم أشخاصاً رائعين؛ ولهذا أدعوكم لتخصيص دقيقة كل يوم لتكون ممتناً بما لديك؛ قد يكون الامتنان للآخرين ابتسامة أو شكراً أو كلما رزقت بأي عطاء من الله قل: «الحمد لله». 

الامتنان أن تسمح لجميع حواسك بتأمل العالم من حولك وأن تشعر بتأثير هذا الوعي في شعورك وكيف ستعيش اللحظة القادمة في حياتك.

سوف تتزايد قدراتك المعطاءة وسوف تشعر بأنك تريد المشاركة في تلبية احتياجات الآخرين من دون أن تنتظر منهم أن يعترفوا لك بالجميل. 

للامتنان قوة مغناطيسية ويجذب إليك الكثير من النعم أكثر مما هو موجود بالفعل فهو يشبه الطاقة التي تمهد لك الطريق لكي تحقق أكثر مما حققته بالفعل.

Email