لماذا نمارس هواية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعض الأشخاص يبدأ شغفهم بهواية ما، منذ الطفولة، ربما يعود السبب لممارستهم لها مبكراً إما في المنزل وإما المدرسة أو النادي أو في مكان يستطيع أن يجد متنفساً فيه.

تخصص الكثير من المدارس، منذ المرحلة التعليمية الأولى حتى المرحلة الثانوية، وأيضاً في بعض الجامعات أنشطة طلابية، يستطيع من خلالها الطالب أن ينغمس في ميوله سواء كانت لديه موهوبة، يريد صقلها أو مجرد هواية يحبها كممارسة الرياضة، والعزف على الموسيقى أو التمثيل أو الرسم أو قراءة القصيدة، وهذا لما تحظى به هذه الأنشطة من تأثير نافع على الصحة النفسية والجسمانية والعقلية للطالب بالإضافة إلى تقدير للذات.

لذلك، نجد للمؤسسات التعليمية دوراً كبيراً في اكتشاف المواهب منذ الصغر وإكسابها الخبرة، من خلال إشراكهم في ممارسة الأنشطة المتنوعة، التي يجدون فيها أحب هواياتهم.

الهوايات المتنوعة متوفرة للجميع من أطفال وشباب وحتى كبار السن، فقد نجد أحدهم مشدود الانتباه في حل الكلمات المتقاطعة كتسلية، ولكن في الواقع فإن مثل هذه الألعاب لها تأثير في قوة التركيز والذاكرة.

يقول أحدهم: لقد كبرت على مثل هذه الأنشطة ولديّ أشغال أهم، بالأخص إن كان لديه أبناء فهو يخجل من قيادة الدراجة الهوائية أمامهم، لأنه يخشى السقوط أو ردة فعل غير مستحبة من الآخرين تسبب له الإحراج، مع أنه كان يهوى هذه الرياضة منذ الصغر.

هل مثل تلك الأعذار والاعتبارات أسباب تحرمه من ممارسة نشاط يحبه قد يساعده على الاسترخاء وتعديل مزاجه؟ 

ما دامت القدرة الجسدية والعقلية تستطيع أن تمارس النشاط فإن دوره يكمن في إيجاد الوقت المناسب، بغض النظر عن تلك الاعتبارات والعوائق، التي تحد من مزاولة شغفه للهواية، فمن يستمتع بصنع تلك اللوحة الجميلة المرسومة بالألوان المعبرة بدأ موهبته بشغفه بهواية الرسم. 

ومن يأخذنا من ضغوط الحياة إلى عالم تتراقص فيه كلمات الحب مليء بالمشاعر الإنسانية المعبرة، تكونت موهبته من هواية كتابة الشعر.

ومن نذهب مع موهبته بأجسادنا إلى مكان جغرافي ما أو بأذهاننا، عبر مشاهدة المباراة في الوسائل المرئية أو الاستماع إلى الإذاعة ما هو إلا تشجيع له، وكثيراً ما تتعاطف معه فئات عمرية مختلفة وشرائح مجتمعية متنوعة، فتغمرها فرحة الفوز أو يصيبها الحزن للخسارة هذا الاهتمام النابع من كل ذلك الخليط أوجدته موهبة جاءت من هواية لعب كرة القدم. الهواية لا تحثنا على البحث عن الشهرة والمال، بل تدعم فينا الثقة بالنفس والصحة.

Email