متلازمة الطفل غير المرئي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يظن بعض أولياء الأمور أن التربية تكمن في توفير الملبس والمأوى والتعليم والاحتياجات الأساسية للطفل؛ ولكن التربية في مفهومها الشامل تدخل في موضوع الأمان والحنان والاطمئنان والمحبة والاستقرار والشعور بالثقة فهذه الجوانب تؤثر بشكل كبير في تربية الطفل فتجده متحمساً للذهاب للمدرسة والمذاكرة والامتحانات، يمارس حياته بحماس وحيوية.

التربية فعل مستمر ووظيفة لا تتوقف، تتميز بالشمول في جميع جوانبها، وتسهم في تخريج أجيال المستقبل، ولكن ماذا لو تعرض الطفل إلى إهمال أسرته أو العائلة المحيطة به، حتماً سيشعر بالضعف وعدم الرغبة في المواجهة وتكون لديه الرغبة في العزلة وتجنب الآخرين وتعرف هذه الحالة بـ«الطفل غير المرئي». هذه الحالة تؤثر على الطفل وعلى نفسيته وتجعله يرغب في التواري عن الأنظار والابتعاد عن أسرته وعدم لفت الانتباه من قبل أي شخص، بما في ذلك المعلمون والأطفال الآخرون والمجتمع المحيط به.

ويشير الخبراء إلى أنه عادة ما يكون الأطفال المصابون بهذه المتلازمة عصبيين منعزلين وانطوائيين ولا يرغبون بالتواصل مع الآخرين؛ ينتابهم صمت كبير ولا يرغبون بالتحدث والتعبير عن مشاعرهم؛ يعيشون في عوالم خيالية يصنعونها في أذهانهم ويحاولون اللجوء إليها لمواجهة ما يشعرون به في الواقع من إهمال وخوف وعدم رغبة في الاندماج في مجتمع الدراسة والأقارب.

الكاتبة الإسبانية خيما سانشيز كويفاس تشير إلى أن الطفل الذي لا يحظى بالاهتمام الكافي من والديه على المستوى العاطفي، يتعزز لديه مع مرور الوقت الشعور بأنه غير موجود أو غير مرئي، ومن هنا جاءت تسمية «متلازمة الطفل غير المرئي».

ويؤدي عدم احتواء الطفل عاطفياً ومعنوياً إلى تفاقم هذه المشكلة فيميل إلى العزلة، ويؤثر ذلك على نموه ونفسيته.

ويشير الخبراء إلى أن تأثيرات هذه المتلازمة تكون أكثر وضوحاً في فترة المراهقة، حيث يتعزز الشعور بعدم تقدير الذات والإحساس بعدم الأمان في البيئة الاجتماعية. وهنا لابد من دعم الوالدين للطفل، حتى يستعيد ثقته بنفسه كما يجب عليهم الاستعانة بأخصائي نفسي لتقييم الطفل وعلاجه قبل أن تتفاقم لديه الحالة ويصعب علاجها خصوصاً أن لها تأثيراً كبيراً على حياته المستقبلية.

إن العلاج يكمن في تشجيع الطفل على التعبير عن مخاوفه للأشخاص المقربين منه؛ ولا ننسى دور المكافأة، وكذلك يجب تشجيعه على الانخراط في الأنشطة الرياضية أو السلوكية أو المعرفية التي تشجعه على الاندماج مع زملائه وأصدقائه في المدرسة وأيضاً الأسرة.

 

Email