الإمارات.. ويوم النظافة العالمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مما لا شك فيه أن ديننا الإسلامي يحثنا على الطهارة، وينهى عن تلويث البيئة وإفسادها، ومن هذه المناهي ما جاء عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، من نهيه عن البصق على الأرض لما له من مضار صحية ومردودات نفسية تخالف الذوق وتثير الاشمئزاز، والنهي عن النجاسات، والحث على التطهر منها. وعند تطبيق هذا المبدأ يتضح قيمة التشريع الإسلامي وحرصه على درء المفاسد (الأضرار) التي أثبتتها البحوث والدراسات العلمية، كحماية البيئة من القاذورات والمخلفات الضارة. ولا شك أن مبدأ (وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) أساس عريض لحماية البيئة وحفظ نظام الطبيعة، فالآية تنهى عن العدوان على الطبيعة والحياة، وتدعو إلى التعاون على الخير والإصلاح.

إنه بحلول عام 2011 تمّ تأسيس منظمة عالمية مختصة بيوم النظافة العالمي تُدعى (بالإنجليزية Let’s Do It World)، ويقع مقرّها الرئيسي في نيوزيلندا، «حيث جاءت فكرة التأسيس في عام 2008 في دولة إستونيا شمال أوروبا، عندما اجتمع حينها خمسون ألف شخص لتنظيف البلد بأكمله في غضون خمس ساعات فقط، ومنذ ذلك الوقت انتشرت هذه الفكرة انتشاراً كبيراً في أنحاء كثيرة من العالم، حيث انضمت 96 دولة إلى هذه المنظمة، وتطوّرت تدريجياً لتُصبح الأكبر من نوعها في العالم، إذ اتحد الأفراد من مختلف دول العالم من خلال هذه المنظمة للعمل معاً لتنظيف العالم من النفايات، توسّعت هذه المنظمة وأصبحت تضم 157 دولة و18 مليون مُتطوّع من جميع أنحاء العالم، وشعار هذه المنظمة هو «يوم واحد، كوكب واحد، هدف واحد»، وفي الخامس عشر من سبتمبر عام 2018 انطلقت هذه المنظمة من نيوزيلندا نحو العالم لجمع النفايات لمدّة 36 ساعة، فكان ذلك اليوم هو أكبر يوم عالمي لجمع النفايات.

أما في بلادنا، فقد تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة «منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في النظافة، بحسب نتائج «مؤشر الأداء البيئي 2022»، الصادر عن «جامعة ييل» الأمريكية، التي تعتمد فكرة المؤشر فيه على تقييم السياسات التي تنتهجها حكومات مختلف دول العالم في حماية البيئة والحفاظ عليها.

ويُعد المؤشر بمثابة مُكمل لأدوات التقييم الأخرى التي تستخدمها الأمم المتحدة لرصد مستويات التزام الدول بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للاستدامة.

ونالت الإمارات رصيداً على المؤشر بلغ 52.40 درجة، ما منحها الصدارة إقليمياً والمركز الـ39 عالمياً. وبلغ متوسط رصيد الإمارات على المؤشر عبر السنوات العشر الأخيرة 15.90 درجة.

وتفوقت الإمارات في «مؤشر الأداء البيئي 2022» على الولايات المتحدة الأمريكية التي نالت المركز الـ43 برصيد 51.10 درجة. كما تفوقت الدولة أيضاً على سنغافورة التي نالت المركز الـ44، برصيد 50.90 درجة، وعلى كندا، التي جاءت في المركز الـ49، برصيد 50 درجة.

وفي مسيرتها نحو حصد الألقاب العالمية واحتلال أفضل المراكز، حلت مدينة دبي بالمرتبة الأولى عربياً والثانية عالمياً، بعد فيينا، ضمن أفضل مدن الحياة الصحية حول العالم، وذلك وفقاً لتقرير جديد صادر عن موقع «لينستور»، ومقره المملكة المتحدة.

وبذلك تفوق أسلوب حياة دبي المفعم بالنشاط والصحة على مدن أوروبية وإسكندنافية، من أمثال كوبنهاغن الدنماركية التي جاءت (ثالثة)، وأمستردام الهولندية (الخامسة)، وجنيف السويسرية (العاشرة).

وفي الصدد، تمعن التقرير الجديد الذي جاء بعنوان «تقرير مدن أسلوب الحياة الصحية 2022»، في حوالي 44 مدينة عالمية عبر مقاييس تراوحت بين معدلات التلوث، مستويات السمنة، جودة الهواء والماء، وتكلفة قارورة المياه، ومستويات سعادة الأفراد، وساعات سطوع الشمس، ومتوسط أيام العمل السنوية، والأنشطة الخارجية، وصولاً إلى متوسط تكلفة عضوية الاشتراك في الصالة الرياضية «الجيم».

وبحسب التقرير، حلت دبي في المرتبة الثانية عالمياً بعد فيينا، ويعود الفضل في ذلك جزئياً لإشراقها المذهل بنحو 3509 ساعات في السنة، لتكون المدينة وجهة مثالية ليس فقط لمن يحتاجون إلى رفع مستويات فيتامين (د) في أجسامهم والاسترخاء على الشواطئ الآسرة الخلابة، بل أيضاً لتكون مقصداً لعشاق الأنشطة والفعاليات المختلفة، حيث هيّأت دبي زخماً من الأنشطة الخارجية للزوار النشطين.

ويؤكد خبراء الصحة والبيئة أن الصحة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى وخاصة بعد وباء «كورونا»، وأن مسألة عيش مفاهيم الحياة الصحية والسعيدة يمكن أن تتأثر بشكل كبير عبر الموقع الجغرافي الذي يعيش فيه الناس، وأن أسابيع العمل الأقصر ومستويات التلوث المنخفضة أثبتت نجاحها في الدول المهتمة ببيئتها وصحة أفرادها. ومما لا شك فيه أن دولة الإمارات سباقة ورائدة في الاهتمام بسعادة وصحة سكانها والمقيمين على أرضها.

Email