في الإمارات.. الصورة ليست بألف كلمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن لأي مهتم بالجمال أو دقة التوثيق الذي تحال إليه الصورة على اختلاف أنماطها، إلا أن يتوقف عند محطتها المدهشة في الإمارات، سواء في وقت مبكر، قبل تأسيس الاتحاد، وهي الحقبة التي ادخرت لنا صوراً نادرة، مروراً بمرحلة الاتحاد، وما وثقته من مواقف تاريخية خالدة، وصولاً إلى المشهد الحالي، الذي أصبحت فيه الدولة بمثابة عاصمة عالمية للتصوير الضوئي، تحتفي بالصورة، التي تضاعف أثرها، متجاوزة قيمتها التي قدرها أنصارها بـ «ألف كلمة».

الضوء يليق بك، جمالياتك بؤرة عدساتنا، محيطك ظلال صورنا، هكذا يخاطب مصورو العالم، الإمارات، بلغة العدسة كل يوم، وهم يتجولون بخيالهم وقلوبهم، قبل أعينهم وهواتفهم وكاميراتهم، وبنظرة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي، سنجد أن رواداً من أكثر من نحو 200 جنسية، يتحدثون صوراً بديعة، تنضم يومياً إلى مخزون صور لا متناهٍ، تحكي كل منها تفاصيل سردت هنا.

يقولون لأصحاب الطلات الباسمة والوجوه النيرة البشوشة، حينما يبدون متألقين في كادر الصورة «الكاميرا تحبك»، والصور البهية التي نطالعها لمعالم الإمارات. أرضها وجوها، مياهها وباديتها، جبالها وسهولها، والأهم ناسها. أهلها ومقيموها وزائروها، تؤكد: الكاميرا تحب الإمارات.

ويعد إطلاق جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي عام 2011، تأكيداً على مكانة الصورة، وانتصاراً لفن التصوير الضوئي، الذي لم يكن حينها بهذا القدر من الإقبال الذي نجده بين عشاق الفنون البصرية، على مستوى التذوق، حيث لم يرافق انتشار هواية التصوير بين قطاع كبير من الشباب خصوصاً، بفعل تقدم تقنيات كاميرات الهواتف المحمولة، في العقد الأول من القرن الجديد خصوصاً، إقبال ملحوظ على تذوق النتاج الفني والتوثيقي الفوتوغرافي.

أنصفت جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، هذا الفن، وأسهمت في التعريف بمقوماته وجمالياته، وراحت تصقل أدوات المصورين، سواء عبر حالة التحفيز الإيجابية التي أفرزتها أفرع منافساتها المختلفة، أو الدورات المتخصصة والخبرات المتنوعة التي وفرتها عبر منصتها الدائمة.

وعلى مدار 11 دورة متتالية، رافقتها العديد من المسابقات الدورية، والفعاليات التي أقيمت عبر شراكات مثمرة، نقلت الجائزة فن التصوير الضوئي، من الجانب المعتم في علاقته بالمتلقي، إلى الضوء والنشر، ونسيم المعارض، وشغف عيون لطالما انحصر اهتمام أصحابها بنتاج التشكيل والخط والنحت في معظم المعارض العريقة والحديثة، المنتشرة في الإمارات، وهو تأثير امتد إقليمياً وعالمياً، لنرى الآلاف من الأعمال المشاركة من مختلف أنحاء العالم، سواء لمصورين هواة أو محترفين، بعضها وصل إلى منصة التتويج.

ومع الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الثقافة والشباب، وكذلك هيئة دبي للثقافة والفنون، لإتاحة نتاج الفنون البصرية للجمهور، وتزايد المهتمين بعالم الصورة تذوقاً وإبداعاً، تبرز الحاجة لإقامة معارض تصوير دائمة لمصورين عالميين ومحليين، وهي الخطوة التي من شأنها تعزيز موقع الإمارات على خارطة المتاحف العالمية، لا سيما حينما يتم التنسيق بشأنها مع المؤسسات والجهات المعنية بفن التصوير، كجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، والتي يعد معظم ملكيتها الفكرية من الصور، أعمالاً فنية قيمة، ذات جوائز محكمة، والأهم أن من بينها نتاج عدسات إماراتية شابة، تستحق الاحتفاء، ولنا في متحف برلين للتصوير، والعديد من متاحف لندن وباريس، التي باتت مثار جذب ثقافي وفني، أنموذج بارز في هذا المقام.

 

Email