الموظف المتقاعد كنز وطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك مثل يقول «التقاعد يمنح فرصة جديدة لحياة أفضل مع الأهل والأحباب» مع أن المثل لا يعني ما يوجد في بطن الحوت ولكن أحببت أن أبدأ بعبارة إيجابية ربما سيقرؤها أحد الأصدقاء الذي تقاعد قبل التقاعد أو بالأحرى كان مجبراً، حيث يخبرني أحد الأصدقاء والذي أكمل أكثر من خمس وعشرين سنة مع فريق العمل في تأسيس إحدى الشركات التي أصبحت من الشركات العالمية الرائدة والمتميزة بأنه يتعرض للتنمر الوظيفي حسب المفهوم الجديد في عصرنا الحالي من الفرق القيادية الصغيرة، جلس معهم على طاولة النقاش فاتضح أنه لا وجود للحجة لديهم، وكان الرد من قبلهم «أنت شخص جيد ومميز ولكن لا نستطيع تلبية طلبك بالترقية لأنه ينقصك خبرة أعمق».. مرت السنوات صادفت مشكلة في المؤسسة وكان من المفترض أن الخبير الخارجي يقوم بحلها ولم يستطع فاضطر للمغادرة، تمت مناداة صديقي الذي لم يحصل على الترقية بعد أن تقاعد لطلب المساعدة فأجابهم بالإجراءات لحلها وبعد نجاح السيطرة على المشكلة، قدموا له رسالة شكر فرد عليهم أنا الموظف المتميز المقاعد!!.

بداية يجدر أن نعرف أن الموظف الوطني من يعيش على أرضك، هو من يدوم وإن تقاعد، الكثير من المسؤولين ينخدعون بالخبراء والشركات التي تقدم لهم عروضاً رائعة حتى يكسب وأول إجراء يتخذه هو إبعاد من سيكون عائقاً في طريقه. لذلك يجب أن نعرف أن هذا المتقاعد لا يزال يملك العطاء ولكن ظروفاً حالت بينه وبين الاستمرارية، ونستطيع أن نراهم هنا وهناك ونجدهم عندما نبحث عنهم، مجرد التفكير لتركهم في صراع مع الحياة الخارجية هو جريمة، فهم كنز معرفي متحرك يملكون من الخبرة ما ينفعنا ولا يضرنا، طاقاتهم لا تموت وإرادتهم تحيا عندما تناديهم وتهتم بهم.

في اليابان يعين بعض المتقاعدين مستشارين في مؤسسات الحكومة والمجتمع المدني، لأنهم يعتبرونهم كنزاً وثروة وطنية لا يمكن التفريط بها وتبقى القيمة الحقيقة في معرفة كيفية استغلالها والاستفادة منها.

Email