أوقف استغلالك

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصص مؤلمة وضحايا ونماذج عدة تعرضوا للاستغلال من الآخرين، استغلوا غفلتهم وجهلهم، وثقتهم وحبهم وضعفهم وحاجتهم.

إننا من نتسبب بهذا الضرر لأنفسنا عندما نضع ثقتنا في أشخاص هدفهم الوحيد استغلالنا من كل الجوانب معتمدين على حبنا وضعفنا وحاجتنا؛ فالشخص الذي يتعرض للاستغلال قد يسمح لآلاف من هؤلاء أن يدخلوا في حياته مستغلين نظرته السطحية لنفسه (أنا لستُ مُهمّاً، ما يهمُّ هو الآخرون) فهذه النظرة تجعل منه إنساناً ضعيفاً، وتعرضه للاستغلال وأحياناً من أقرب الناس إليه؛ إنهم بكل بساطة يتغذون على روحه وحياته وجهده ويسببون له الإنهاك النفسي بصورة مستمرة وقاسية ومؤلمة. 

وهناك أنواع متباينة ومختلفة للاستغلال؛ الاستغلال المالي والعاطفي والجسدي والأخلاقي وغيره.

ومع اختلاف حجم الضرر الذي يتعرض له الشخص تظل هذه الظاهرة جريمة لا تنم عن الاحترام أو الأخلاق.. العشرات، بسبب الاستغلال بكل أنواعه، فقدوا الثقة بالآخرين عندما تعرضوا لتجارب مؤلمة مع الأصدقاء والصديقات وخسروا أصدقاءهم وأسرهم وأزواجهم وأحبائهم. 

نظرة واحدة للقضايا التي تعرض لنا يومياً ومصدرها المحاكم نجد كيف أن هناك استغلالاً من أقرب الناس للضحية؛ الأصدقاء والإخوة والأزواج والزوجات وغيرها وكلها تندرج تحت الاستغلال بمنظور الحب والعشرة والحقوق والأخوة والأبوة ولكن بمجرد جمعهم بعض المال من الضحية يلوذون بالفرار ويتركون الضحية في حسرات الندم والديون لفقد الصديق وفقد المال والأسرة.. وغير ذلك.

مثل هذه المواقف كثيرة الحدوث، نسمع عن زوجات يتحمّلن مصاريف المنزل بشكل مستمر ويضطررن إلى الاستدانة من البنوك أو من صديقاتهن أو حتى أسرهن بسبب الزوج الأناني الذي يستغلهن؛ أو صديقة تستغل صديقتها وتستدين منها المال بصورة مستمرة بهدف علاج ابنها أو أقساط منزل أو حتى سيارة؛ السبب الأول في كل هذا يقع علينا جميعاً؛ لأنه لم يكن هناك وضوح وصراحة ورفض ومواجهة منذ البداية لهذه المواضيع وغيرها؛ فهذه الأمور رغم بساطتها قد تكون علاجاً لكثير من التداعيات وكثير من سوء الظن، فلا فائدة أن تكتم وأن تغلق على هواجسك وأفكارك ومخاوفك في قلبك فتتراكم حتى تضيق بها وتصل لمرحلة الانكفاء والكراهية، ويمكن إسقاط الأمثلة على أي علاقة ثنائية بين شخصين، سواء أكانوا أزواجاً أم إخوة أم زملاء عمل.. إذا رغبنا بديمومة علاقاتنا بمن نحب أو بأصدقائنا وزملاء العمل، فليكن شعارنا الوضوح والإفصاح ومنع الاستغلال نهائياً.

Email