تلعب دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد دوراً كبيراً في نمو اقتصادها، حيث حققت قفزات نوعية في شتى المجالات الاقتصادية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وبالنظر إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدولة منذ تأسيسها إلى الآن، نرى أنها تصدرت مؤشرات عالمية وعربية، بفضل الاستقرار وسياسات التنويع الاقتصادي التي وضعتها القيادة الرشيدة بما يبرهن على وضوح الرؤية الاستراتيجية الطموحة للإمارات في المستقبل.
يتجلى المسار الاقتصادي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تطلعات سموه المستقبلية، بضمه محاور عدة، مبنية على راحة وسعادة المواطن والمقيم، منها: الاستثمار في الموارد البشرية وتمكين الشباب واستغلال طاقاتهم في حركة الاقتصاد، والعمل على دفعهم في شتى القطاعات الاقتصادية وحثهم على استغلال التكنولوجيا التي تسهم في تنويع اقتصاد الإمارات ونمو قدراته التنافسية؛ بغية حصد النتائج والمراكز الريادية إقليمياً وعالمياً جنباً إلى جنب مع النمو الاقتصادي المستدام.
وحققت دولة الإمارات في عام 2021، المركز الأول عربياً في تدفقات الاستثمار الأجنبي بقيمة 20.2 مليار دولار، كما حققت نسبة 76.9% على مؤشر الحرية الاقتصادية، لتحتل المرتبة 14 عالمياً في 2021. وتحسنت النتيجة الإجمالية بمقدار 0.7 نقطة، واحتلت بهذا المؤشر المرتبة الأولى من بين 14 بلداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما تفوق نتائجها الإجمالية المتوسط الإقليمي والعالمي.
من هنا، نستنتج الترجمة الفعلية لرؤية محمد بن زايد في تمكين شباب الوطن، وما يحملونه من عقول نيرة في سبيل ترسيخ أفكارهم وابتكاراتهم للعمل بجد واجتهاد لنيل أعلى استقرار ورفاهية في تطوير بلدنا المعطاء.
وهنا لنا أن نتساءل: لماذا الاستثمار في الشباب اقتصادياً؟
لا يخفى على الجميع بأن الأفكار التي يحملها الشباب ما هي إلا ترجمة عملية للتطوير والتقدم التكنولوجي، إذ من الممكن استثمار الأفكار الشبابية وتحويلها إلى واقع ملموس، لتصبح سلع وخدمات تعزز الإنتاج المحلي، بما يتيح للدولة تصديرها إلى الخارج للاستفادة منها في تعزيز حضورها الإقليمي والعالمي على شتى الصعد.
كما أن الشراكة مع القطاع الخاص، ليس من أجل التقليل في الإنفاق الحكومي في الإمارات، بل من أجل إنشاء جيل ريادي، يقتحم سوق العمل محلياً ودولياً، ويسهم بصورة فاعلية في النمو الاقتصادي والمعرفي، ولننظر إلى نجاح المستثمرين الأجانب في دولة الإمارات، وإقبالهم برؤوس أموال كبيرة، نظراً لما تتمتع به الإمارات من قيادة حكيمة، واستقرار سياسي، ومرونة للتشريعات، فمن الضروري بمكان الاستثمار في شباب الوطن؛ للالتحاق بهذه الخطط، وتطوير الكوادر البشرية لإكمال المسيرة التي أرسى دعائمها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، وعمل على تمكينها الشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراهما، فيما تمضي دولة الإمارات تحت قيادة محمد بن زايد في إكمال المسيرة المباركة نحو تحقيق اقتصاد تنافسي آمن.