الأنا الجميلة والآخرون

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد تكون إنساناً يتمتع بخصال حميدة، وصفات رائعة، ويتمتع قلبك بالنقاء والصفاء ومحاولة بذل الخير للآخرين، ولكنك لا تنتبه لكل هذا، وفي اللحظة نفسها تحكم على واقعك بأنه متردٍ أو أنك فاشل في التواصل مع الناس.

قد تكون إنساناً أسهمت بشكل إيجابي ومثمر في الدفع بالآخرين نحو مصاف النجاح والتميز، قد تكون كلمة كتبتها أو قلتها أنارت لآخر الطريق، ورغم هذا تقوم بتسفيه منجزاتك وتكره واقعك، وهذا الواقع في يوم كان طوق النجاة للآخر.

قد تكون كريم نفس وذا قلب متسع وأبيض كما يقال، لكنك تكره هذه النفس عندما تشعر بالغضب أو تشعر بأنك ارتكبت خطأً بحق الآخرين، وهذه إن وجدت فهي خصلة جميلة وتحمل عدة دلالات عن الطيبة والخلق الحسن.

يمكننا أن نعطي ونمنح السعادة، ومن المؤكد أننا بمجرد أن نقوم بهذه الممارسة فإن هذا الشعور السعيد سيرتد علينا وسيغمرنا، لا تقوم مشاعر البهجة على الأنا والأنانية بل إن أكثر ما يبعثها وينشرها هو العطاء تجاه الآخرين، هي كالرائحة الزكية العطرة تنتشر في الأرجاء ويشعر بها الجميع، لنمنح السعادة للآخرين دون تردد أو حسابات، لنكن عفويين محبين للخير وستغمرنا المشاعر الجميلة وينتشر في الروح الهدوء والطمأنينة.

سوف تقابل الكثير من الذين يتمنون النجاح ولكنهم لا يريدونه حقيقة لأنهم لا يعملون له، يريدون النجاح كفكرة فقط، ولا يريدونه كفعل مرهق متعب، النجاح طريق صعب جداً، يسلكه عادة قلة من الأشخاص يكونون مستعدين لتحمل الآلام والتضحيات الحقيقية لبلوغه، على طول هذا الطريق لن ترى الكثير من الأصدقاء الحقيقيين، سترى ظلك فقط في أغلب الأحيان، هنا يجب أن تثق بقلبك وتراهن على عقلك، يجب أن تؤمن بأن ما تقوم به هو لسبب نبيل، وهدف يستحق، الأشخاص الذين لم يتحملوا مشقة هذا الطريق وتراجعوا وتركوا آثارهم، يجب أن يكونوا حافزاً لك لأنك تجاوزتهم وتقدمت عليهم.

تأكدوا بأن النجاح سيجعل منكم محبوبين ومكروهين، وقد تكون قائمة الكراهية أطول، لا بأس، لعل هذه واحدة من ضرائب النجاح والتميز، وهي الشعور بين وقت وآخر بالوحدة، والتي لن يطفئها إلا شعورك بأنك تجير هذا النجاح لمحبة ومساعدة الآخرين.

Email