لماذا نسمح بسوء الظن؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كم مرة وجهت إليك كلمات من أي من أفراد أسرتك، أو من الأصدقاء، أو من زملائك في العمل، وكان لهذه الكلمات وقع سيئ، وبناء عليها وقعت مشادة أو خصام، وفي بعض الأحيان زعل وغضب صامت، بمعنى وضع المرارة في القلب وعدم الحديث عنها؟ وهذا نتيجة لما يسمى فهم خاطئ أو غير دقيق لما قيل لنا، جميعنا مررنا بمثل هذه المعضلة، سواء كنا فيها من أسيئ فهمنا، أو أننا نحن من مارسنا سوء الفهم ضد المقربين منا.

أعود لنقطة محورية مهمة تتعلق بتعاملنا مع بعضنا، هذا التعامل الذي في أحيان يكسوه الجمود، وفي أحيان أخرى تتلبسه حالات من الخصام والغضب، وفي أحيان تكون تعاملاتنا غير ناضجة بسبب عدم فهم كل طرف للآخر.

هذا واقع كوننا خلال تعاملنا مع بعض الناس، قد نسيء فهمهم، ونقوم ببناء أحكام قد تكون قاسية، وغير مبررة ضدهم، بل إن البعض منا يقرر وهو في فورة الغضب المقاطعة أو الدخول في نزاع، بينما قد يكون الطرف الآخر بعيداً تماماً عن معرفة لماذا كل هذا الخصام؟ أو لا يعلم أصلاً بأن لديك سوء فهم تجاهه.

إذاً المطلوب منا جميعاً تقديم مبدأ حسن الظن، وأن يكون هذا دوماً ضمن عادتنا وسلوكنا، ثم السؤال ومحاولة التقصي والفهم الصحيح لأي موضوع وعدم ترك الأمور تمضي دون تمحيص وتدقيق.

وتذكر دوماً أن تنظر للناس كما تحب أن ينظروا إليك، يقول الدكتور جيفري لانج، بروفيسور الرياضيات في جامعة كنساس: أنا لا أفهم البشرية فكرياً، بل أفهمها من خلال كوني بشراً. 

وأعتقد أن في بلاغة هذه الكلمة ما يبرر أي محاولة للتقصي والتأكد من أي طرف يشاركنا، سواء العمل أو الشارع أو الجوار، أو حتى من يسكنون معنا داخل البيت، محاولة فهمهم والتأكد، ولا بأس حتى بدراسة سلوك كل فرد، ومعرفة جوانب من شخصيته، لأن في مثل هذه الدراسة فائدة كبيرة، في فهمك لكثير من سلوكياته وتصرفاته.

المطلوب في نهاية المطاف، هو أن يحاول كل واحد منا فهم الآخرين، لأن في هذا الفهم تجاوزاً لكثير من العقبات والمشاكل التي أنت في غنى تام عنها.

Email