حياتنا تحتاج الفهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيراً ما نصف الحياة بأنها عبارة عن معارك متتالية، وهي إشارة لما يواجهنا من عقبات وصعوبات ومحاولة التغلب عليها، فإذا كانت هذه الجوانب بمثابة معارك فما هي الحرب الرئيسية؟ اليأس والإحباط أكبر عدوين للإنسان يستطيعان هزيمته بكل سهولة إذا استسلم في معركة الحياة.

وجميعنا بطريقة أو أخرى نعيش أوقات السعادة والفرح ونتقلب بينها بدرجات متفاوتة، ولهذه الأوقات أثر كبير فيما بعد على مجرى حياتنا بأكملها، البعض منا يتسلل إلى قلبه اليأس لموقف أو لحدث ما، إن أخفق أو فشل أو انهار مشروعه، أو غيرها من الأمور المحبطة، ومعها ينسى قدراته وعلومه، ينسى أنه ما زال يتنفس، ويملك الروح، وفي داخله قلب ينبض، ينسى قدرته الذهنية الكاملة ومواهبه.

فلا تفكر في أي لحظة أن لقدرة الإنسان أي حدود، لكن ثق أن الحدود تكمن في العقل والقلب والروح، فإذا تغلب الإنسان على هذه الصعاب، فإنه دون شك سيحقق المعجزات، نحن نتغلب على العقبات الذهنية والخيالية بدرجات متفاوتة، لذا نجاحنا متفاوت بين شخص وآخر.

لكن وكقاعدة عامة، كلما تمكنت من التفوق والتميز والنجاح، فثق بأنك تغلبت بطريقة أو أخرى على جزء من قوة العقل والقلب والروح، التي تعيقك خوفاً وحباً وليس تثبيطاً.

 العالمة ماري كوري تؤكد ذلك في حديثها: «لا شيء في هذه الحياة يستحق أن نخشاه، وكل ما في الأمر هو أننا بحاجة إلى تفهمه، وقد آن الأوان لنتفهم أكثر فربما تقل مخاوفنا».

نحن نحتاج لفهم الحياة من باب واسع وأن لا ينظر إلينا المعقدون وممن لهم تجارب مريرة، الحياة ليست حرباً، هي عمل وبذل وعطاء وأمل كبير.

يقال إن ويلما رودولف، هي لاعبة أولمبية لرياضة ألعاب القوى كانت مشلولة في صغرها، واستطاعت بعد ذلك السير بصعوبة، ثم بدأت تمارس رياضة الجري، ثم تمكنت من إحراز ثلاث ميداليات ذهبية في الأولمبياد، وباتت أسرع امرأة على وجه الأرض، سألوها عن سر هذا التفوق، فقالت: «أخبرني الأطباء أنني لن استطيع السير ثانية، ولكن أمي قالت لي إنني سأستطيع، فصدقت أمي».. صدقوا كلمات محبيكم.

Email