تعزيز سمعة الإمارات مسؤولية مشتركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتنافس الدول في تعزيز سمعتها، ونقل صورتها المشرفة للعالم، وتستخدم مختلف الوسائل والأدوات لتحقيق سمعة عالمية إيجابية، لما لذلك من أبلغ الأثر في تعزيز قوتها وريادتها، وتحسين أوضاعها على كافة المستويات، سواء على المستوى الدبلوماسي أو الاقتصادي أو التسويق السياحي أو جذب الاستثمارات أو جذب المعرفة والمواهب وغير ذلك.

ولا يقتصر تحقيق هذا الواجب الوطني على القيادات أو المؤسسات، بل تمتد المسؤولية في هذا الإطار لتشمل كذلك الأفراد، سواء المواطنين أو المقيمين، ليساهموا جميعاً في نقل الرسالة الإيجابية عن دولة الإمارات للعالم أجمع أينما كانوا.

وهناك الكثير من العوامل التي تسهم في تعزيز السمعة الإيجابية للدول، وعلى رأسها قيم الأخلاق الحميدة، التي تثمر عن حسن التعامل مع الناس، وشيوع التراحم والتكافل في المجتمع، وحسن الترحيب بالضيوف والزائرين، وقيم العفو والصفح والتسامح، وحب الخير للغير، ومن أهم ذلك كذلك الصدق في المعاملة، والوفاء بالوعود والالتزامات، والتزام الدقة في المواعيد، ومد يد العون والمساعدة، والمبادرة إلى ذلك، فهذه الأخلاق والمكارم من أعظم أدوات القوة الناعمة، التي تنال بها المجتمعات الاحترام والتقدير، وتتمتع دولة الإمارات بمنظومة راقية من القيم والمبادئ التي غرسها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ورسخها قادة الإمارات، وسار على إثرها شعبها الأصيل.

ومن الميادين المهمة في تعزيز القيم الإيجابية مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت عالماً افتراضياً يوازي العالم الواقعي، وقد حرصت القيادة الحكيمة على تعزيز هذه القيم لدى الإنسان الإماراتي في مواقع التواصل الاجتماعي، لبناء الإنسان الواعي الذي يمثل دولته أحسن تمثيل، فقد وضح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مميزات الشخصية الإماراتية المنشودة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها التحلي بأخلاق زايد الخير في التفاعل مع الناس، والتحلي بالاطلاع والثقافة والمستوى المتحضر الذي وصلت إليه الإمارات، والابتعاد عن السباب والشتائم وكل ما يخدش الحياء في الحديث، والتحلي بشخصية علمية تستخدم الحجة والمنطق في الحوار، وتقدر الكلمة الطيبة، إلى غير ذلك من القيم الاجتماعية المهمة التي تترجم الشخصية الإماراتية المتميزة، والتي تسهم في تعزيز سمعة الإمارات لدى المجتمعات والشعوب الأخرى.

ومن العوامل الأساسية التي تسهم في تعزيز السمعة الإيجابية لدولة الإمارات ما تتمتع به بحمد الله تعالى من نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وهو ما مكن دولة الإمارات من أن تصبح واحة غناء، يقصدها الناس من كل بقاع الأرض، ليتمتعوا فيها بنعمة الأمن والأمان، هذه النعمة التي أصبحت مفقودة في كثير من المجتمعات، بسبب ما تعانيها من حالات فوضى وحروب وصراعات، نسأل الله السلامة والعافية، وتتبوأ دولة الإمارات المراتب الأولى عالمياً في هذا المؤشر الذي لا يستغني عنه إنسان ليهنأ بحياة كريمة مستقرة، وهو ما يستوجب من الجميع مواطنين ومقيمين المحافظة على هذه النعمة بكل الوسائل والسبل.

ومن مميزات دولة الإمارات والتي عززت سمعتها الإيجابية ما تتمتع به من تجربة اتحادية ريادية مميزة، ألهمت العالم كله معاني الوئام والتلاحم والاتحاد، وأفرزت عن علاقة وثيقة مثلى بين القيادة والشعب، قائمة على المحبة المتبادلة التي قل لها نظير في العالم اليوم، وإن من الواجب على الجميع المحافظة على هذه المكتسبات الوطنية، وتوطيد دعائم الاتحاد، والوقوف صفاً واحداً مع القيادة الحكيمة، وإظهار ذلك في مختلف المواقف والظروف، وهو ما حققه الشعب الإماراتي الأصيل الذي وقف مع قيادته الحكيمة، ونسج الملاحم الوطنية بأنامل الولاء والانتماء، فكان مضرباً للمثل في ذلك، وهو ما ينبغي أن يورثه أجيال اليوم لأجيال الغد، لتبقى هذه المكتسبات راسخة في القلوب والوجدان جيلاً بعد جيل.

إن تعزيز سمعة دولة الإمارات مسؤولية مشتركة، يساهم بها الأفراد، وكذلك المؤسسات المتنوعة التي يناط بها دور كبير في ترسيخ هذه السمعة، سواء المؤسسات الإعلامية أو التعليمية أو الصحية أو الاجتماعية أو غيرها، وكذلك الشركات العاملة، التي تسهم في تعزيز القدرة التنافسية للدولة في شتى المجالات، ليكون الجميع يداً واحدة تسطر لوحة جمالية رائعة تعكس السمعة الجميلة الطيبة لدولة الإمارات.

 

* كاتب إماراتي

Email