لا تلق اللوم على الآخرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعونا في هذه المساحة، أن نتوقف قليلاً، ونفكر جميعاً، كم مرة وجهنا اللوم لأنفسنا؟ كم مرة حققنا وسألنا بعمق أنفسنا عما بدر منا تجاه الآخرين؟ أو ما عدد المرات التي لمنا فيها ذواتنا نتيجة لإخفاق وفشل منينا به سواء أكان دراسياً أو في مقر عملنا؟.. يخيل لي بأننا دوماً نأخذ وضعية الدفاع، ولا نسمح بأن يوجه لنا أي نقد أو لوم على أي خطأ قد يقع، بل إننا دوماً نبرر هذه الأخطاء فمرة نضع اللوم على الظروف أو على عدم وجود إرشادات أو بالنسيان، أو بعدم المسؤولية. وكما قيل في المثل الصيني القديم: العامل السيئ يلقي اللوم على أدواته. 

نحن ببساطة لم نعتد على ثقافة الاعتراف بالأخطاء، لذا نستمر في تكرارها والوقوع فيها باستمرار. 

والذي أقصده في غمرة رمي العتب على الآخرين، وأنهم سبب الجفاء والتنكر، هل وجه أي منا لنفسه نفس السؤال حول تصرفاته مع المقربين منه؟ كيف يمكن تفهم شكوى إنسان من نفور الناس منه، ونحن نعلم أنه قبل بضعة أشهر قد انهارت حياته الزوجية وانتهت في المحاكم؟ كيف يمكن أن تكون كلمات لإنسان لها وقع على قلوبنا ونحن نعرف أنه دوماً يدخل في حالات من الغضب الشديد حتى بات الجميع يتجنبه ويتجنب فتح أي موضوع معه، ثم نسمعه يلوم الآخرين ويلقي عليهم العتب؟ نحن دوماً نعبر عما ينقصنا، لكننا نتجنب التحدث بواقعية وصراحة، نقول كل شيء لكن الشيء الوحيد الذي نحتاج ذكره والذي قد يساهم في علاج حالات تعثرنا نتجنب سرده والتحدث عنه، لأن أنفسنا عزيزة علينا، لأننا حساسون للدرجة التي لا نسمح بأن نلقي لوماً أو عتباً أو مسؤولية علينا. لا أحد ينكر وجود حالات من الخداع والتنكر وعدم الوفاء، ولا أحد قال بأن الحياة صافية ولا شيء فيها يكدر أو يجلب الزعل والهم؛ لكن يجب أن نكون حذرين عند إقامة محاكم للآخرين، خاصة إن كانوا من ذوينا وأهلنا والمقربين منا، يجب أن نتوقف عن إلقاء العتب وتحميل الآخرين المسؤولية، علينا التوقف والنظر نحو النفس والذات ومراجعة واقعنا وتصرفاتنا أولاً.

Email