نصيحة من القلب.. لا تؤذِ أحداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

نسمع ونقرأ للبعض من الناس، كلمات برّاقة من المثالية، وحب مساعدة الآخرين، وقيم الإيثار، والنخوة والفزعة لنجدة المحتاج، لكنك في اللحظة نفسها، تشاهد ممارسات على أرض الواقع، لا تمت بأي صلة لكل تلك الشعارات، والبريق الذي يصدر عنه ومنه، فهو يشتم هذا، ويتوعد ذاك، وغيرها من الممارسات، هنا، تتذكر كلمة الأديب الشهير، جورج برنارد شو، التي قال فيها: «ليس عليك إسعاد الجميع، ولكن عليك ألا تؤذي أحداً».

الموضوع ببساطة، إن لم تستطع أن تساعد أحداً، أو أن تحمي أحداً، فلا أقلّ من أن تساعد نفسك وتحميها من الانزلاق نحو الأخلاق المؤذية للناس.

 في مقار أعمالنا، ووسط أسرنا، وخلال تعاملنا اليومي مع الناس، على مختلف أنواع وطرق هذا التعامل، نصدم ونواجه أنواعاً من مثل هذه الإحباطات، لكن بمجرد أن نفهم الآلية، وندرك طريقة سير الأمور، فإننا نكون قد حصنّا أنفسنا بشكل مهني وذكي، عن أي وقائع قد يكون لها صدى وأثر سلبي على تفكيرنا أو سلامتنا النفسية.

والذي أشير له تحديداً، هو توقع الأسوأ، ألا نترك مجالاً للمفاجأة، أو المباغتة على حين غرّة من الآخرين، أيضاً لا نتوقع أن مشاريعنا وأفكارنا خارقة للعادة، أو أنها غير مسبوقة، بل دوماً نكون قد جهزنا وهيأنا النفس على تقبل النقد، أياً كان لونه وشكله ونوعه، نكون مستعدين لسماع كلمات الرفض لمشاريعنا، ووجهات نظرنا، وبمجرد أن نتوقع الأسوأ، في الحقيقة نكون قد تلمسنا أولى الخطوات نحو السلامة الروحية والنفسية، بل وضمنّا وحصنّا النفس من أي مواجهة، قد تحيق بها وتعترضها.

أنا شخصياً، أنصح أي شخص يعاني من حالات الغضب المستمرة، أن يحاول تعلم كيفية مقاومة ذلك، ولا أقصد ألا يشعر بالغضب، فهذه مشاعر بشرية وطبيعية، لكن أقصد التدرب على التحكم به، فالشخص القوي، ليس من يبطش عندما يغضب، بل هو من يتحكم بانفعالاته، وليست مشاعره وأحاسيسه هي من تحكمه، وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».

Email