ملل في الإجازة الصيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

البعض من الناس في أوقات الفراغ، خاصة خلال الإجازات المدرسية، نسمع منهم عادة كلمة «ملل»، والبعض منهم يتمنون الانشغال أو السفر، في الحقيقة هذا كله بسبب وقت الفراغ الضائع الذي لا يعلم أبناؤنا ماذا يفعلون به، فحتى الألعاب الإلكترونية باتت بالنسبة لهم «مللاً»، ويصابون بهذا الشيء بسبب الروتين الذي يوصف في بعض الأحيان بـ «الروتين القاتل»، فالتغلب على هذا الروتين هو بأن يكون يومنا حيوياً مليئاً بالإنجازات والفوائد واللعب، وما إلى ذلك.. يقول المثل العربي «عالج آفة الملل بكثرة العمل»، وأيضاً قالها مصطفى محمود «الملل عقوبة الطبيعة لمن لا يعمل».

 ليتنا في إجازاتنا فعلاً نوجه بناتنا وأبناءنا لمهام وواجبات تضيف لهم، وتمنحهم تجارب وخبرات حياتية تقويهم وتحلق بأفكارهم؛ لذا لنستغل طاقة هؤلاء الشباب، ونحاول أن نساهم في تصويبها للمكان الصحيح في استثمار الوقت والجهد، وعدم تركهم فريسة للأوقات، لنطعم ونغذي أوقاتهم بشيء من المسؤولية الإيجابية التي تعلمهم ولا تقسو عليهم، وتمنحهم تجارب وخبرات دون هالة من التعظيم والترهيب، بل بحب وعفوية، ونحن بهذا نمنحهم جملة من الفضائل منها زيادة الخبرة، وتدريبهم على التعود على كل مفيد، وأيضاً كيفية توزيع أوقاتهم وتنظيم جدولهم اليومي، وقبل هذا وبعده معرفة قيمة ونعمة وقت الفراغ، فضلاً عن نعمة الذي بين أيدينا.

الذي أريد الوصول له، هو لنجعل من هذه الأيام فرصة سانحة وثمينة، لنحولها إلى جملة من الفوائد والمكاسب، بدلاً من الاعتيادية والتذمر، ثم الندم في الغد؛ لأننا لم نستفد من هذه الأوقات الذهبية. هذه المساحة من الوقت نعمة من الله، يجب استغلاله في كل خير، والأعمال والمهام كثيرة، المهم الهدوء والتأمل والتفكير.

Email