تتلألأ دولة الإمارات بمكرمات قادتها الحكماء، الذين وضعوا سعادة شعبهم وتوفير الحياة الكريمة لهم نصب أعينهم، وعلى قمم أولوياتهم، وبذلوا في سبيل ذلك كل وسعهم، فلا تكاد تمر فترة إلا ويشرق على الوطن أنوار مكرمة جميلة من القيادة الحكيمة، تنشر تباشير الرخاء والازدهار في ربوع الدولة، وتُنزل عليها أمطاراً من السعادة والفرح.

ومن هذه المكرمات المشرقة مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإعادة هيكلة برنامج الدعم الاجتماعي لمحدودي الدخل، ورفع ميزانيته لتصل إلى 28 مليار درهم، وتوسيع نطاق المستفيدين منه، لتشمل مختلف شرائح المجتمع من ذوي الدخل المحدود، من أسر وأبناء وعاطلين ومتقاعدين وكبار مواطنين وأصحاب همم وعاجزين صحيّاً وأيتام وغيرهم، واستحداث مجالات دعم جديدة لمساعدة هذه الفئات وإعانتهم في مختلف جوانب الحياة، مثل علاوات التضخم والاحتياجات الأساسية التي تشمل المواد الغذائية والماء والكهرباء والوقود، بالإضافة إلى المجالات الأخرى التي يشملها برنامج الدعم الاجتماعي من مخصصات سكنية ومخصصات للتعليم الجامعي ورواتب شهرية وغيرها.

إن هذه المكرمة السامية تعكس ما تتمتع به دولة الإمارات من قيادة حكيمة رحيمة، قل نظيرها، قيادة قريبة من مواطنيها، ترعى شؤونهم، وتتلمس احتياجاتهم، وتذلل الصعاب أمامهم، وتسعى بكل الوسائل والسبل لتوفير مقومات الحياة الكريمة والرفاهية لهم، وتقف معهم لمواجهة تكاليف الحياة وظروفها ومستجداتها، وتسعى حثيثاً لتخفيف الأعباء والضغوط عنهم، وتعمل على حمايتهم من أي رياح عاتية تهب هنا أو هناك بسبب أي ظرف كان، وخصوصاً الظروف العالمية ذات الرياح الساخنة، والتي اكتوت بنيرانها مختلف المجتمعات حول العالم.

لقد عم الفرح والسرور أرجاء الوطن، وغمرت السعادة نفوس المواطنين صغاراً وكباراً ابتهاجاً بهذه المكرمة، التي وجدوا فيها أرفع المعاني الجميلة، معاني المؤازرة والعناية والرعاية والاهتمام المتواصل من قبل قيادتهم الحكيمة بشؤونهم الحياتية، مستحضرين كلمة رئيس الدولة التي أصبحت مشعل أمل وتفاؤل وهي عبارته الشهيرة: «لا تشلون هم»، والتي وجدوا آثارها العملية عبر مبادرات ومكرمات ملموسة تبعث في نفوسهم السعادة والسرور، وتنير دروب حياتهم، ليجدوا في قيادتهم الحكيمة سنداً وذخراً لهم بعد الله تعالى.

إن هذه المبادرة الكريمة ليست غريبة في وطن السعادة والريادة دولة الإمارات، التي تأسست منذ فجر اتحادها على القيم الراقية، ومن أهمها سعادة المواطن وراحته، ولذلك عملت دولة الإمارات على توفير كل سبل العيش الكريم لأبنائها في مختلف مناحي الحياة، سواء فيما يتعلق بالسكن أم الصحة أم التعليم أم البنية التحتية أم غيرها، وقد عودتنا قيادتنا الحكيمة على هذا العطاء المتدفق، من لدن مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي أكد الاهتمام بالمواطن، وجعل سعادته أولوية كبرى، حيث قال، طيّب الله ثراه: «كان من فضل الله علينا أن أدركنا منذ البداية أن الاتحاد ليس غاية في حد ذاته، وإنما هو وسيلة لإسعاد المواطنين، وتوفير كل متطلبات الحياة الكريمة لهم، بحيث يكون المواطن أكثر صحة، وأفضل تغذية، وأحسن سكناً، وأقوم ديناً».

واستمرت مسيرة العطاء على يد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، إلى أن وصلت راية القيادة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي كان خير خلف لخير سلف، وسار على هذا النهج المضيء، فكان حريصاً على أبناء شعبه، ساعياً للارتقاء بمستواهم المعيشي، باذلاً كل جهده في جعلهم من أسعد شعوب الأرض، وتسخير كل الإمكانات فيما يحقق مصالحهم، ليعم الخير بفضل الله تعالى أرجاء الوطن، وليزداد أبناؤه قوة وتلاحماً وسعادة واستقراراً.

فشكراً صاحب السمو رئيس الدولة على هذه المكرمة السامية، شكراً لهذا القائد الحاني الذي تعجز كلمات الشكر والعرفان عن الوفاء له.

وفي هذه الأيام الفضيلة ترفع الأيادي للدعاء لسموه، وتلهج الألسنة بشكره، وتسيل الأقلام في الثناء عليه والامتنان له، ولا نستطيع أن نفيه حقه، فهو القائد الأب الحنون على شعبه، والحضن الدافئ لهم، جزاه الله عن شعبه خير الجزاء.

 

* كاتب إماراتي