تحيي الجزائر اليوم 5 يوليو الجاري، الذكرى الستين لعيد الاستقلال والشباب، المصادف ليوم 5 يوليو 1962 وهو التاريخ الذي تم فيه الإعلان عن استقلال الجزائر من نير الاستعمار الفرنسي الذي جثم على صدرها لمدة 132 سنة كاملة، قدم خلالها الشعب الجزائري تضحيات جسام، وذاد عن كرامته وضحى بالغالي والنفيس في سبيل عزته، عبر مسيرة نضالية خالدة، أعطى خلالها أبناء الجزائر على مر المراحل والحُقب التي ميزتها دروساً خالدة في النضال والمقاومة والذود عن الحمى، وقدمت الجزائر خلالها قوافل وقوافل من الشهداء، الذين رسموا أنصع الملاحم البطولية التي مهدت الطريق نحو التحرر من براثن استعمار استيطاني بغيض مارس كل وسائل القمع والتدمير، وعمل جاهداً على مدار أزيد من قرن وربع من الاحتلال على طمس هوية الشعب الجزائري، إلا أن ذلك لم يكن ممكناً أمام الإرادة الفولاذية التي أبان عنها هذا الشعب الثائر، الذي فجر في الفاتح من نوفمبر 1954 واحدة من أكبر وأنبل الثورات التحريرية في العالم إبان القرن العشرين، قدم خلالها تضحيات جسام تمثلت في مليون ونصف المليون من الشهداء الأبرار الذين رسموا ببطولاتهم الخالدة ودمائهم الزكية، المسار المؤدي نحو الانعتاق، وأسهموا بتضحياتهم واستبسالهم في ساحة الوغى، في استرداد الجزائر لحريتها وكرامتها وفي انتزاع استقلالها في 5 يوليو 1962، وذلك بعد أزيد من 130 سنة من الاحتلال الاستيطاني الغاشم.

مراحل خالدة

وخلال هذه الفترة الطويلة، مر نضال الشعب الجزائري بعدة مراحل من المقاومة والصمود البطولي في مواجهة مستعمر غاشم كان مدعوماً بالحلف الأطلسي وجرب كل الحيل والأساليب لإبادة الثورة وسخّر لمواجهتها كافة الوسائل المادية والبشرية والعسكرية لدرجة أنه قام بمنح الاستقلال في عام 1960 لـ12 دولة إفريقية دفعة واحدة، لكي يركز كامل جهده وقوته وترسانته العسكرية في الجزائر، ولكن هيهات أمام الصمود البطولي للشعب الجزائري الثائر الذي سطر على مدار أكثر من قرن وربع من النضال المستمر ملاحم بطولية خالدة ولقن العدو المستعمر أبلغ الدروس في الصمود والتضحية والفداء، وقدم في طريقه إلى الحرية والانعتاق ضريبة كبيرة تمثلت في قوافل من الشهداء الأبرار، وذلك على امتداد المراحل التي خبرها المسار النضالي للشعب الجزائري، لتنتج في المحصلة ملحمة بطولية بكل المقاييس وثورة تحريرية مجيدة، استرجعت الجزائر في إثرها بحد السلاح، بفضل الله وصمود مجاهديها الأشاوس وتضحيات شهدائها الأبرار، كرامتها وعزتها واستقلالها في 5 يوليو 1962، والذي نحن بصدد الاحتفاء بذكراه الستين.

مواقف تضامنية

وبدورهم، جبل الجزائريون من أبناء جاليتنا الغراء، المنتشرة عبر مختلف أصقاع العالم، عند إحيائهم لهذه المناسبة الوطنية المجيدة، على استذكار المواقف التضامنية للدول والشعوب العربية والإسلامية مع الثورة الجزائرية المظفرة ودعمهم لها، ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي تجمعها بالجزائر منذ الأزل علاقات تاريخية متينة متجذرة في حنايا التاريخ، ما فتئت تتطور وتنضج أكثر على مر السنوات من خلال إرادة البلدين وقيادتيهما المشتركة والدائمة في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المثمر والبنّاء في جميع المجالات.