الكتابة الإبداعية تعني الاختلاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال بأن بين ولادة الفكرة وكتابتها يضيع شيء ما، وإن الذي يضيع جوهر الفكرة نفسها ولا سبيل لترجمة أفكارك إلا بتدريب نفسك على مهارة الاقتناص، وأقصد تعويد العقل في توليد الأفكار والعمل على ترجمتها لتكون على أرض الواقع. وتذكر دوماً أن ما تفكر فيه يوجد آخرون يشاركونك التفكير فيه أيضاً، والاختلاف بينكما هو من يصغي وينتبه. يقول أديب ألمانيا الشهير جوهان ولفجانج فون جوته، الذي ترك إرثاً أدبياً وثقافياً ضخماً للمكتبة الألمانية والعالمية: «كل الأفكار الحكيمة تم التفكير فيها آلاف المرات، ولكن لكي نجعلها أفكارنا نحن، علينا أن نفكر فيها مرة أخرى بصدق، حتى تتغلغل جذورها في أعماق تجاربنا». اترك العنان لعقلك بالتحليق في عالم الأفكار، لتتميز..

يقال أو يكتب عادة ليس بالضبط.. ما جال في الفكر بين ولادة الفكرة وتحولها إلى كلمات يضيع شيء ما.. إن الحالة الإبداعية والفكرية التي تتلبس بالمؤلف وهو في مرحلة نقل الفكرة على الورق لا تسمح له أن يفكر بالقوانين والحواجز والموانع، فهو مشغول ذهنياً بتأليف النص وكتابته، يجب عليه أن ينزف ما يدور في ذهنه بأسرع ما يمكن ودون تردد، وهو بمثل هذه الآلية سيقترب من الإبداع بطريقة أو أخرى، وهذا هو الجانب الهام والحيوي والذي يميز نصه عن الآخرين.

لنترك العنان للتطوير والتجريب، ففي الأدب لا يوجد مقدس، والأصناف الأدبية ليست ملكاً لفئة دون أخرى، وهي ليست مصبوغة وفق رؤية هذه الفئة أو تلك، ولا بد أن نكتب وفق مشيئة هؤلاء وآراء أولئك. لا بد أن ندرك جميعاً أن الأدب مشاع وهو بطبعه حر، يحلق فيلتقطه الجميع، الفقراء والأغنياء الكبار والصغار، ويغوص في أتونه من يريد دون استئذان أو طلب تصريح، أبوابه مشرعة لمن اختار السهر مع الكتب وملاحقة النصوص وتذوق الإبداع.. لنكن أكثر تسامحاً وهدوءاً مع كل من يحاول أن يبدع، مع كل من يحاول أن يكتب.

Email