لا تهزمك مطبات الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفيلسوف وعالم المنطق والناقد الاجتماعي برتراند أرثر راسل، الذي توفي في عام 1970م يقول: «البحث عن عدو نلقي عليه اللوم في كل مصيبة هو دافع طبيعي»، ومع هذا المعنى يتفق عدد من علماء النفس بأن الإنسان يميل نحو إلقاء زلاته أو أخطائه على الآخرين، وقلما يحدث اعتراف بالخطأ، لكن هذا السلوك رغم دلالته على عدم وجود الضمير اليقظ في قلب من يمارس هذا الفعل، إلا أن له عواقب، منها أن الذي ارتكب الخطأ لم يتعلم، ولم يستفد منه، لذا من المتوقع أنه سيكرر الخطأ، وعندها لن يجد من يضع اللوم عليه.

كوننا نرتكب الخطأ في العمل أو في أي مهمة حياتية لا تعني نهاية العالم، وتوقف التفكير، بل تعني المحاولة مرة أخرى، والاستفادة من أخطائنا مهما كانت صغيرة ومتواضعة.

على سبيل المثال عندما تواصل دراستك الجامعية لفترة من الزمن، وتتجاوز عدة فصول دراسية، ثم تتوقف وتتراجع لأي سبب، تكون خسرت وقتاً ثميناً من عمرك، عندما تبدأ عملاً استثمارياً ويمضي عليك عام أو حتى عدة أشهر وأنت تعمل عليه، ثم تقرر التوقف والعدول عنه دون سبب مقنع، عندها تكون خسرت وقتاً ثميناً، لا يمكن تعويضه، عندما تذهب يومياً إلى مقر عملك ووظيفتك، وتبدأ مشروع، وبعد أن قطعت فيه شوطاً لا بأس به، تتوقف تحت أي حجة، أيضاً تكون أهدرت وقتاً لا يمكن استرجاعه.

ومع أن هناك من سيقول: البعض من قرارات الحياة من الطبيعي التراجع عنها، ومن الطبيعي أن نكتشف بعد البداية وقوع خطأ هنا أو هناك ويحدث تراجع، وأنا أتفق مع مثل هذا القول لحد ما، لكن ليس على إطلاقه، لأنني مؤمنة بالتخطيط، وأعتقد أننا لو رسمنا خططنا بشكل جيد ودقيق فإننا سنقلل مثل هذه القرارات، التي تجعلنا نتراجع أو تجعلنا نهدم ما سبق وبدأنا في بنائه. مؤمنة بأن البدايات إن رسمت بشكل جيد وكان مخططاً لها بدقة، فإننا سنتلافى الكثير من الخسائر والمطبات الحياتية، التي لا داعي لها.

شق طريقك بحيوية وجد، ولا تنظر للخلف، اسعَ نحو حلمك، واعمل على تحقيقه، وليكن على أرض الواقع، وتذكر دوماً أنه يمكنك التوقف والانتظار، لكن الوقت لا ينتظر ولا يبطئ من مسيرته وحركته أبداً.

Email