اختبارات الحياة ودروسها

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تنكسر أمام الصعاب، ولا تنثنِ أمام العقبات، ولا تحزن مما واجهك في الحياة من قسوة، ولا تخف من المستقبل، فهذه جميعها أمور ووقائع مهمتها الوحيدة صقلك ومنحك الخبرة وتعليمك الصبر والمثابرة، المهم في هذا السياق هو عدم تكرار الأخطاء، وأيضاً من المهم تعلم إيجاد الحلول للعقبات والمشاكل التي تعترض طريقك، لكن الأهم من هذا جميعه لا تتخلَّ عن إنسانيتك، وعمقك الجميل، ونبلك الدفين، وأملك العظيم بغد مشرق واعد.

وهناك من تمر بهم حالات من الصدمات والهزائم المتوالية بين وقت وآخر، نحن في مضمار العمل أو مع الأصدقاء والزملاء، أو حتى وسط المحيط الأسري والعائلي ومن الأقارب، قد تمر بنا المواقف الحياتية المتنوعة بين الفرح والسعادة أو سوء الفهم والخلافات ونحوها، أتذكر في هذا السياق تلك المقولة التي تتردد على مسامعنا طويلاً دون أن نعرف من قائلها، وهي: «الحياة ليست عادلة، فلتعوّد نفسك على ذلك»، وهذه المقولة تختزل شيئاً جوهرياً وعميقاً وفيه الكثير من الحقيقة، لنعوّد أنفسنا على مفاجآت وألوان الحياة المختلفة، وبما أننا نستحضر مقولات عن الحياة وألوانها، فلنسمع ما يقال عن دروس الحياة: «في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك، أما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس».

وهذه أيضاً تحمل البعض من الحقيقة، فنحن عندما نتخلى عن التمعن بتجاربنا وننسى تجارب الآخرين أو لا نحاول التعلم منها، فسيكون الدرس جداً قاسياً، وسنكتشف جهلنا وسطحيتنا بهذه الحياة، وستؤلمنا البعض من تلك التجارب، وهذا لب الموضوع الذي أريد الوصول له، وهو بما أننا نعيش هذه الحياة وأدركنا البعض من الصعوبات، وأن فيها قسوة بسبب شح تجربتنا، فلماذا لا نتسلح بالمشورة وسؤال من يكبرنا سناً؟ لنجرب ونطلب المشورة فما خاب من استشار...

السيدة آنا إلينور روزفلت، الزعيمة السياسية وزوجة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، قالت: «ينضج الناس من خلال الخبرة إذا واجهوا الحياة بشجاعة ومصداقية، فهكذا تُكتسب الصفات التي تميز الإنسان». لنواجه الصعاب والعقبات ونعتبرها دروساً تزيدنا خبرة وتعلمنا الصبر والحكمة.

Email