العمل.. مكان لإقامة السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

العمل هو المكان الذي تحقق فيه نفسك وذاتك، لكنه يتحول إلى روتين ولأمر اعتيادي إذا قررنا تغير ماهيته وشكله ووظيفته، إذا اعتبرناه مكاناً لتمضية الوقت، دون مبادرات، دون إنتاجية، ودون إنجاز.

يقول الأديب الفرنسي الشهير، الذي ترجمت رواياته إلى معظم اللغات العالمية، فيكتور هوجو: «لا ندرك حقيقتنا إلا بما نستطيعه من الأعمال»، وبالفعل فإننا لن نتمكن من معرفة جوهرنا وعمقنا وطموحاتنا إلا بما نحققه من فعل إيجابي في حياتنا، وهذا الفعل مكانه الطبيعي هو في مقر عملنا، الذي نمضي فيه يومياً نحو تسع ساعات.

يقول ستيف جوبز، رائد أبل الشهير: «عملك سيشغل وقتاً كبيراً من حياتك، وأفضل طريقة كي ترضي نفسك أن تقوم بما تعتقد أنه عمل عظيم». لكم الخيار والقرار.

العمل يشعرنا في كثير من الأحيان بنكهة جميلة عن الحياة، وهو أيضاً يزودنا بمعنى عميق عن هذه الحياة، ويبث في أرواحنا مشاعر من الإنجاز، وأننا مهمون، ولنا صوت ومكان، وإنتاجية في هذا العالم.

لذا أجد أنه من الأهمية النشر عن ثقافة العمل والوظيفة، والتوعية بأنها أولاً حاجة شخصية للفرد نفسه، ثم أنها وظيفة لخدمة المجتمع برمته، نحتاج لنزرع هذه القيم في عقول وأفئدة بناتنا وأبنائنا، ويجب علينا جميعاً أن نعلي من قيمة العمل، وأقصد العمل بدقة وإبداع وتميز، وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».

ثقافة العمل والوظيفة يجب أن تهتم بالمقام الأول بترسيخ أنها مسؤولية تتطلب الإتقان والجدية والأمانة، ومن الإتقان والجدية والأمانة، وأن تتوجه نحو هذه الوظيفة بجد وحماس وإخلاص، وألا تهدر ساعات العمل في مهمات شخصية أو تأخير في المعاملات، كذلك من الأهمية أن تطور من نفسك، وتقدم حلولاً مبتكرة وجديدة لمهام عملك.

يجب استحضار نعمة أن أتيحت فرصة أن تكون موظفاً، وتعمل وتنتج.

Email