من أين نتعلم؟ وكيف نتعلم؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تمل أبداً من طلب العلم، مهما كان، وبأي طريقة كانت، سواء من خلال دراسة منتظمة، أو من خلال دورة تعليمية، أو من خلال محاضرة تثقيفية، أو حتى بكتاب تقرأ وتفهم محتواه.

ثق أن كل معلومة تعرفها، وكل سطر تقرأه، سيأتي يوم وتستفيد منه، بطريقة أو بأخرى، يكفي أنك ستشعر بأن خبراتك الحياتية ازدادت، ومعارفك اتسعت.

وكما يقول فيلسوف الأخلاق ورائد الاقتصاد الشهير آدم سميث: العلم هو الترياق المضاد للتسمم بالجهل والخرافات.

وبالفعل فإن العلم، أيضاً وقودك نحو التطور الوظيفي، وزادك في رحلتك الحياتية نحو الاستقرار والسعادة، لأنك عندما تملك القدرة على البحث وتزويد نفسك بكل ما تحتاجه من معارف، فأنت في الحقيقة تمكنت من توظيف المعرفة لمساعدتك في نوائب الدهر وشجون الدنيا وأحوالها المتقلبة.

العلم هو المجال الأمثل والأشمل وهو إن صح الوصف الاختراع الأنجح الذي قدمه الإنسان لنفسه منذ قديم الزمان وحتى عصرنا الراهن، بواسطة العلم تطورت البشرية وانتقلت من عصور التخلف والتراجع إلى عصور الفهم والتطور، وهنا ندرك أثر وقوة العلم وحضوره الطاغي المفيد للإنسانية قاطبة. وتبعاً لهذه الوظيفة الرائدة المهمة للعلم، ظهرت مراكز التعليم والمدارس والكليات والمعاهد والجامعات على مختلف توجهاتها وعلى مختلف درجاتها، وباتت المدرسة ميداناً حتمياً يبدأ مع الطفل منذ نعومة أظفاره حتى ينهي المرحلة الجامعية، والبعض يواصل للدراسات العليا، ورغم هذه الأهمية القصوى للعلم والتعلم، ووجود مؤسسات باتت تقدمه في قوالب جاهزة ومدققة وصالحة ومفيدة ومؤطرة، يقوم المعلم بشرح هذا المنهج للطلاب وعلى ضوء تفاعل الطلاب ومشاركتهم واستيعابهم يمنح المعلم درجاته لهذا الطفل، وهنا كما يقال النقطة المهمة التي ندور حولها، والتي تقودنا مباشرة إلى المدرسة، ومدى نجاحها ومدى تميزها. 

الجانب الثاني في هذا الموضوع هو كيفية التعلم، ما الذي يقدم للطلاب والطالبات، فيزيد ثقتهم في أنفسهم، ويمنحهم الأمل في الغد المشرق الجميل؟ يقول عالم الفيزياء والفائز بجائزة نوبل عام 1915 الدكتور وليام براغ: المهم في العلم ليس أن تحصل على حقائق جديدة، بل أن تكتشف طرقاً جديدة للتفكير في هذه الحقائق.

Email