الإمارات تقود الجهود الأممية في مجال الفضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكّل فوز دولة الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي «كوبوس» مطلع هذا الشهر حدثاً آخر مهماً ضمن سلسلة الأحداث والتطورات التي تؤكد ثقة المجتمع الدولي في الإمارات وقيادتها الرشيدة، وقدرتها على قيادة العالم أجمع نحو مستقبل أكثر تعاوناً في مواجهة التحديات المتعاظمة التي تعترضه، وصنع مستقبل أفضل للجميع.

كما أن تولي الدولة رئاسة هذه اللجنة التي تعد إحدى أكبر اللجان في الأمم المتحدة، التي تضم في عضويتها 100 دولة، يمثل من جهة أخرى إنجازاً جديداً للدبلوماسية الإماراتية التي فرضت نفسها بوصفها واحدة من أنجح المدارس الدبلوماسية في العالم بعد أن جعلت من الإمارات صديقاً موثوقاً لجميع دول العالم وقواه الرئيسية.

وفي ما يتعلق بموضوع الفضاء تحديداً، فإن هذا النصر الدبلوماسي واختيار دولة الإمارات لرئاسة هذه اللجنة الأممية، يمثل بلا شك شهادة اعتراف دولي بالجهود والإنجازات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات في هذا الصدد، بداية من إنشاء المؤسسات التي تتولى إدارة وتنفيذ ومتابعة مشروعها الطموح نحو استكشاف الفضاء، وعلى رأسها وكالة الإمارات للفضاء التي تأسست عام 2014، ومركز محمد بن راشد للفضاء عام 2015، كما تم تأسيس أول مركز أبحاث للفضاء في المنطقة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للفضاء في عام 2019، والإعلان عن العديد من المبادرات المهمة ذات الصلة مثل مبادرة إنشاء «مدينة المريخ العلمية» لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى محطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2019، قبل أن تتوج الإمارات كل جهودها في هذا المجال بإطلاق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ لتكون أول دولة عربية، وواحدة من بين دول قليلة في العالم كله، تحقق هذا الإنجاز.

كما أعلنت الدولة مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليارات كيلومتر تصل خلالها إلى كوكب الزهرة و7 كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.

هذه الجهود والإنجازات التي وضعت دولة الإمارات بقوة ضمن قائمة الدول المهتمة باستكشاف الفضاء وتسخير إمكانياته لخدمة قضايا التنمية والازدهار، إلى جانب ما تتمتع به الدولة من ثقة دولية بفضل دبلوماسيتها الرائعة، هو ما أهلها لتفوز برئاسة هذه اللجنة الأممية المهمة.

لكن الإمارات لا تنشد فقط الوصول إلى هذه المناصب الدولية المهمة، ولكنها تعتبر هذه المناصب أداة لكي تحقق رؤيتها الخيرة للعالم كله، ومن ثم فهي ستعمل بقوة خلال العامين المقبلين اللذين ستتولى فيهما رئاسة هذه اللجنة من أجل تحقيق الأهداف التي تسعى لها اللجنة ودولة الإمارات لتكون رئاستها للجنة مرحلة فاصلة في تاريخ عملها، سواء في ما يتعلق ببناء السياسات لضمان استدامة الفضاء، وتشجيع تبني الأطر التنظيمية الداعية لتبني السلوك المسؤول، وتشجيع الوصول العادل والسلمي إلى الفضاء لجميع الدول، بالإضافة إلى دعم وتشجيع برامج نقل المعرفة بين الدول كأداة لتطوير اقتصاد الفضاء على الصعيد العالمي.

وبينما ستبرز رئاسة ابن الإمارات عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، لهذه اللجنة قدرات أبناء الإمارات على تولي أهم المناصب والمؤسسات الدولية، ستكون رئاسة الإمارات للجنة الأممية الدولية تجسيداً حياً لمبدأ اللامستحيل الذي تتبناه حكومة دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، وخاصة في ظل هذه المرحلة التي تشهد تنافساً شديداً بين الدول في السيطرة على الفضاء عبر إطلاق أعداد كبيرة من الأقمار الاصطناعية.

 

Email