مصادر السعادة في حياتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

توجد في حياتنا بديهيات تحدث بتلقائية وعفوية، لماذا نتعب أنفسنا بالبحث عنها أو بتفسيرها؟ والنتيجة أننا ننشغل عن لذتها وجوهرها وحقيقتها.

في الحياة أمور كثيرة جميلة، نفوت جمالها بالتساؤل من أين جاءت؟ وكيف ستذهب؟ ولماذا لا تبقى مطولاً؟...

كم مرة نسأل عن السعادة، وكيف تنبع؟ ومتى تحضر؟ وهل هي بالمال؟ أم بالصحة؟ أم بالأبناء والزوج أو الزوجة؟ وغيرها الكثير من التساؤلات والتحليلات، ومحاولة البحث عن أمور أشبه بالوهم والخيال...

قبل فترة قرأت في كتاب للفيلسوف الاجتماعي إريك هوفر، في جملة كلمات كانت في غاية من الروعة عن السعادة، فقد قال: «البحث عن السعادة أحد مصادر عدم السعادة».

هناك عدة نظريات في هذا المجال، ومعظمها اتفق على أن السعادة لا يمكن استحضارها بالمال، ولا بأي من المكتسبات المادية، قد تفرحك هدية ما وقد يسعدك إنجاز ونجاح، ولكن لفترة من الزمن ثم تبدأ بالعودة للوضع السائد الذي يتخلله شعور إما بالحزن أو الألم غير الواضح ونحوها من المشاعر. هناك من العلماء من أرجع السبب للمحيط المكاني الذي يعيش فيه الفرد كأن يكون ملوثاً أو مزدحماً ونحوها، ولكننا نعلم أن هناك من يعيش في محيط جميل سواء من حيث وجود حديقة كبيرة شاسعة أو من حيث البيئة المناخية النقية، ورغم هذا تنتابهم مشاعر غير سعيدة، وهناك من العلماء من يرجع السبب لعوامل وراثية وأنها تعلب دوراً بالغ الأهمية في مستوى الرفاهية والشعور بالسعادة لدينا. الذي لفت انتباهي في هذا الموضوع ما نشر مؤخراً من خبر يقول: «وجدت مراجعة علمية أجريت في العام 2012، وضمت أكثر من 200 دراسة، وجود ارتباط بين السمات النفسية الإيجابية، مثل السعادة والتفاؤل والرضا عن الحياة، وانخفاض بمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية».

بمعنى أنه كلما كنت متفائلاً قلت الأمراض التي قد تصيبك، أستاذة العلوم الاجتماعية والسلوكية في جماعة «هارفرد» للصحة العامة لورا كوبزانسكي، بينت في تصريح لـ cnn هذا الجانب عندما قالت: «الناس الذين لديهم عقلية متفائلة هم أكثر انخراطاً في السلوكيات الصحية مثل تناول نظام غذائي متوازن والحصول على قسط كاف من النوم وممارسة التمارين الرياضية. إن التفاؤل يرتبط بمستويات أقل من الالتهابات». أعتقد أننا يجب أن نكون أذكى ولا ننخرط في البحث عن مفهوم السعادة وكيف نكون سعداء، بل يجب أن نبادر لتكون حياتنا محملة بالجوانب الروحية التي نستمدها من القرآن الكريم، وأيضاً بالعمل الجاد المخلص، وأن تكون ضمائرنا خالية من الهموم والتذمر.

Email