التخطيط وحياتنا المستقبلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

معظم الناس، يقررون السفر خلال الإجازات، ويخرجون لرحلات، بل البعض يعزم على فعل بعض الأنشطة سواء أكانت ترفيهية أم عملية أو حتى علمية، ولكن أيضاً يوجد منا من يفتقر إلى شيء مهم وهو «التخطيط»، وما أعنيه أن يكون الشخص منظماً لرحلته أو سفره من قبل الموعد، على سبيل المثال حجز الفندق، معظمنا يبدأ في رحلته ولا يعير أي أهمية لحجز الفندق، وبعدها يفاجئ بان الفندق أصبح مليئاً ولا توجد أماكن لإقامته أو يتضاعف سعره بسبب عدم التخطيط. استحضر كلمات ملهمة للراحل إبراهيم الفقي، رحمه الله، حيث قال: «الشخص الذي لا يخطط قد ينجح، ولكن الصعوبات والعقبات والمشكلات التي تواجهه تكون أكثر وأشد من التي تواجه الشخص الذي لديه خطه وهدف واضحين، وليس من الحنكة والذكاء أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير».

إن وضع خطة ليومنا ولشهرنا ولعامنا، هي أداة تمكنك من النجاح والتفوق والتميز، واللذين يخططون لحياتهم هم الأكثر نجاحاً وراحة، فهم يعرفون تماماً ما الذي يريدونه، ولا يشعرون بتشتت ذهني ولا بضياع أو بتأنيب ضمير، وهم أيضاً لا وقت لديهم للتأسف والنحيب على الفرص إذا سنحت وضاعت، لأن الهدف لديهم واضح جداً، وهم يسيرون نحو تحقيقه.

التخطيط يحمي المؤسسات والأفراد من الأخطار المستقبلية، ويضمن المستقبل الآمن وخصوصاً عند دراسة الظّروف التي تمر بها الإدارة العامة للمؤسسة أو حياة الشخص نفسه، وبالتالي نتجنب الأخطاء التي قد تصيب المؤسسة من خلال الدراسة المسبقة، وأيضاً التخطيط يجعل المؤسسات والأشخاص في حالة أمان إداريّ، وأمان وظيفي وينشر جوّاً من الاستقرار الذي يشجّع بدوره زيادة الإنتاجية، وعلو الطموح في سبيل قطف الثمار التي ألقت بها الدراسات والخُطط الواعية، وكما قال الكاتب بيتر دراكر: «لا يتعامل التخطيط طويل المدى مع القرارات المستقبلية، بل مع مستقبل القرارات الحالية».

Email