وداعاً قائد مرحلة التمكين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في رثاء شقيقه الراحل الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله: فقدت الإمارات ابنها البار وقائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة. مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كل زوايا الوطن. خليفة بن زايد، أخي وعضيدي ومعلمي، رحمك الله بواسع رحمته وأدخلك في رضوانه وجنانه.

ومن خلال هذه الكلمات المعبرة، التقط هذا الوصف البليغ والواسع، وهو: قائد مرحلة التمكين، وهو وصف يتفق مع طبيعة الحال والمرحلة التي تسلم فيها المغفور له الشيخ خليفة، رحمه الله، الحكم، وهي الفترة الزمنية، بعد وفاة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائم الاتحاد، مع أشقائه حكام الإمارات، ووضع لبنات الدولة الحديثة، وأطلق مشاريع التأسيس التي تستهدف مسابقة الأمم في مضمار الحضارة والتطور والتقدم، وبعد رحيل القائد المؤسس، كانت التحديات جسيمة، ومن المهم مواصلة المسيرة المباركة، فكان الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، على قدر هذا التحدي، وكان في اللحظة التاريخية الصحيحة، عندما اختط نهج والده الشيخ زايد، رحمه الله، وسار عليه، فأكمل الدعائم وأقام المشاريع التي تشمل جميع إمارات الاتحاد، وفي عهده باتت الحكومة الاتحادية أكثر قرباً وحضوراً من الشعب، وكان قائد مرحلة التمكين، مرحلة الاستمرار، مرحلة مواصلة الجهد للمحافظة على المكتسبات ومواصلة النهوض بهذه البلاد وأهلها، وأخذهم نحو السعادة، حتى باتت الإمارات وشعبها من أسعد شعوب العالم قاطبة. لقد كان الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، قائد مرحلة التمكين، وهي من أهم مراحل البناء المؤسسي، لأن بناءها يجب أن يتم على أسس قوية ومتينة، فكان، رحمه الله، قائداً وأباً وشقيقاً، للجميع. كان همه الإنسان والتنمية، فانطلقت مختلف المشاريع التنموية من الصحة، التعليم، الرعاية الاجتماعية، الإسكان، وغيرها الكثير. ويحسب للوالد الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، أنه سار على نهج والده مؤسس بلادنا، فعزز ومكن هذه الدولة، وحفظ لها هيبتها ومكتسباتها، وحرص على رقيها وزيادة الرفاه لأبنائه وشعبه.

Email