«أمين رحلتنا المباركة».. وداعاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلمات ترفضها الآذان، وتدمي القلوب قبل العيون، فرحيل قامة تاريخية عظيمة بحجم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، خطب جلل يمزق الوجدان، ومصاب جسيم تحترق بألمه الصدور، لفقدان رمز من رموز الوطن والأمة، أكرم شعبه، ونصر أمته، وأجزل العطاء لإعلاء كرامة الإنسان أينما كان، أحب الناس فأحبه كل الناس.

مع ما يعتصر القلوب من الحزن، لا نقول إلا ما يرضي الله، ونشهده أن راعي مسيرتنا قد أدى الأمانة كاملة، قدم حبه لشعبه على كل شيء، ولا أصدق في وصف مكارمه النبيلة السامية من وصف أخيه محمد بن راشد الذي عرفه وعمل معه عن قرب، ويقول في مآثره العظيمة: «كان يعطي وطنه بلا حدود، وكانت رفاهية مواطنيه شغله الشاغل».

«ابن الإمارات البار وقائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة»، كما يصدق فيه وصف محمد بن زايد، مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كل زاوية من زوايا الوطن، فقد استكمل رحمه الله بناء دولة عانقت بإنجازاتها نجوم الفضاء، وباتت في تقدمها تنافس الدول الكبرى، وأصبحت حلم كل من يبحث عن الأمان والنجاح، فكان من القادة الكبار الذين صنعوا التاريخ وبنوا الحضارة.

حمل المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة، إرث الوالد زايد، بكل إخلاص وتفانٍ، فكان خير خلف لخير سلف، ليبني نموذجاً إماراتياً عالمياً في التنمية، ويرسخ قوة الاتحاد وتلاحم أبنائه، ويعزز من تقدم قواتنا المسلحة ويحصن دولة الأمن والأمان والازدهار والرفاه.

رحيل هذا القائد العظيم والرمز الخالد، ليس فقداً للوطن وشعب الإمارات فقط، بل فقد كبير للأمة وشعوب العالم، فهو فارس تذكره ساحات الخير والقيم النبيلة جميعها، وكان رمزاً للتسامح والعطاء والحب والحكمة والكرم والرحمة، واسمه أصبح رديفاً لأعظم المكارم.

خسارتنا كبيرة، بحجم مآثره التي لا تحصى، وعزاؤنا في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإخوانه الكرام، وثقتنا بأن هذه الرحلة المباركة ستظل في أيدٍ أمينة تمضي بإخلاص نحو التقدم والازدهار كما أراد لها زايد وخليفة، رحمهما الله.

نشهدك اللهم أن خليفة قد رضي شعبه عنه، فارض عنه، وتغمده بواسع رحمتك واجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة.

عزاؤنا لقادتنا الكرام، ولشعب الإمارات العظيم، وشعوب أمتنا والعالم، بهذا الفقد الأليم.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

Email