لا تجلبوا لأنفسكم الموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل واحد يسأل نفسه، لا نريد إجابة مثالية، لو كل واحد منا فكر ملياً وبعمق وبنقاء وشفافية، هل سيجد ممن يعيشون معي، في العمل، المدرسة، في الشارع، في المجتمع بصفة عامة...إلخ. من يكرهه؟ العامل الذي يحضر فنجان الشاي صباحاً، قد يكرهك لأنك وبخته على عدم نظافة الكوب، زميلك في العمل يكرهك بسبب أخذك علاوة أو ترقية، هو يرى أنه أحق بها، أحد أقاربك يكرهك لأنك نسيت حضور زواج ابنه وفسر هذا بالتعالي والتكبر عليه.. سؤال آخر ينبثق من تلك الأسئلة، وهو: هل الكراهية دائمة أم مؤقتة؟ هل لها درجات وألوان؟ بمعنى توجد كراهية من الابن لأبيه أو العكس أو من الأم لابنها، بسبب تصرف أو خطأ، فتكون الكراهية هنا محصورة بجانب وجزئية محددة ومؤقتة، هي ليست كراهية الشخص وإنما كراهية فعله وتصرفه، وتوجد الكراهية الممتلئة حقداً وسواداً وقسوة.

يقال إن الكراهية تشبه المرض الذي يسبب متلازمة أخرى من جملة من الأمراض، وأعتقد بصفة شخصية أن مثل هذا الوصف صحيح بطريقة أو أخرى، فالكراهية تستدعي معها جملة من الممارسات والأفعال غير القويمة والتي تظهر سلوكاً إجرامياً وغير إنساني بشكل تام، فالذي يمارس الكراهية هو بطريقة أو أخرى سيورط في العنصرية، وأيضاً سيكون عنيفاً وغير ممتثل للقانون، وأيضاً رافضاً لقيم التسامح والمحبة، وأعتبر أن كل هذا بديهي، فلن تجد عنصرياً دون أن يكون لديه مخزون هائل من الكراهية للآخر، ولن تجد شخصاً يجدف ويرفض التسامح وهو ينشد السلام وقيم المحبة.

يقول العالم المتعدد التخصصات دانييل بولينج: «لا يمكن للكراهية أن تقهر الكراهية، وإنما الحب يقهر الكراهية، إنه يستطيع فعل ذلك، بل لقد استطاع بالفعل، فالكراهية تشوه العاطفة، إنها شعور سلبي كامن، أما الحب فهو رفيق يقبل المسؤولية والمعاناة، ويجعل المرء مستعداً للتضحية بدمه، بل ومستعداً للموت أيضاً من أجل قضية عظيمة»

لنتخلص من الكراهية، فهناك من قال إنها تتغذى من الروح، لذا يقال إن الأكثر كراهية أقرب للموت!

Email