عساكم من عواده

ت + ت - الحجم الطبيعي

جميل هو الفرح عندما يرسم الابتسامات على الوجوه، وكم هو جميل الفرح عندما يرافق الناس في حلهم وترحالهم، يبدو كظلهم، ولا يفارقهم أبداً، وها هو اليوم يرافقنا جميعاً يتحرك معنا أينما ولينا وجوهنا، حيث نتنقل بين بيوت أهلنا ورفاقنا وكل عزيز على قلوبنا، بيوت ندخلها لنصل أرحامنا وألسنتنا تردد على مسامعهم «عساكم من عواده»، فتلك الجملة لها وقع خاص في قلوبنا جميعاً، لما تحمله من فرح ويسكنها الاطمئنان، فهي تأتي مرافقة للعيد، الذي نفرح فيه، كونه علامة خروجنا من شهر الصيام، الذي نتقرب فيه إلى رب العزة والجلالة، وقد ملأ الصفاء قلوبنا جميعاً. 

العيد فرح، تسكن أيامه السعادة، وفيها نعلي راية الأمل برب كريم، بأن يعطينا أياماً كثيرة، وسنوات طوال، تكون ملأى بالتفاؤل والحياة الكريمة، وبأن يقوي همتنا في المحافظة على مساعدة الفقراء والمساكين، وكل محتاج يسكن بين جنبات الأرض. إظهار الفرح والسعادة في أيام العيد، تعد من السنن، وفي ذلك استجابة لأمر الله عز وجل ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما في ذلك تعظيم لشعائر الله تعالى اسمه، بغض النظر عن أحوالنا وتقلبها.

عيدنا جميل جداً، فيه نرتدي ثوب العفاف والرضا، ونتعطر بالإيمان، ونصلي لرب كريم وندعوه بأن يحفظ بلادنا من كل شر، وأن يحقق أمنياتنا، وأن تكون أيام الأجيال المقبلة ومستقبلها أفضل، وفيه تضج جنبات بيوتنا بضحكات الصغار، الذين يتركون بفرحهم في القلب بصمة لا تمحى أبداً، بينما يزرع الكبار في رؤوسنا ذكريات تظل مهما مر عليها من أيام عصية على الذوبان بين مشاغل الحياة وإيقاعها اليومي السريع، وهو بالنسبة لنا جميعاً، استراحة نلتقط فيها أنفاسنا، ونجدد قلوبنا وأحاسيسنا، نعيد النبض إلى شرايينها، لتظل حية، ما دامت أجسادنا تتنفس، كما نجدد فيها عهدنا مع أرحامنا وأصدقائنا وكل عزيز على قلبنا، وذلك هو أجمل ما يطل به العيد من لحظات.

مسار

العيد فرح وأمل وسعادة وتجديد للعلاقات

Email