اكتشف دوافعك

ت + ت - الحجم الطبيعي

  يذهلك هذا الإنسان واندفاعه نحو التميز، وسعيه الحثيث باتجاه التفوق، يذهلك حماسه للمعرفة والاستذكار، ثم تشدك إنتاجيته وحرصه على عمله وتطوير نفسه وتقديم ما بوسعه. وهذا يجعلنا نسأل عن ما هو الدافع؟ والأسباب دون شك تختلف من إنسان لآخر، بل تتنوع، لكنها في المجمل هي التي توقد ضوء الحماس في القلوب والأرواح لتقدم لنا المزيد من الجهد، والمزيد من العمل، وبالتالي تحقيق المنجزات.

ليست المشكلة لدينا جميعاً في أن نصادف أناساً على درجة عالية من الأهمية، وهم اكتسبوا هذه الأهمية من خلال مهام العمل التي أنيطت بهم وتم تشريفهم للقيام بها وهي خدمة الناس، الطبيب في نظرنا شخصية مهمة، رجل الأمن أيضاً لا يقل أهمية، ويمكننا في هذا السياق أن نذكر عدة مهن نشاهدها ونراها مهناً حيوية ومهمة، وبالتالي فإن كل من يمتهنها ويمارسها هو في الحقيقة شخصية مهمة، والأهمية هو شعور يغمرنا ومن الجميل أن يمر بنا مراراً وتكراراً فهو يشبع شيئاً داخل النفس، يقول الدكتور جون ديوي والذي عرف كمربٍ وفيلسوف وعالم النفس «إن أعمق دافع في طبيعة الإنسان هو الرغبة في أن يكون مهماً».

 إذن ليس من العيب أن نسعى لنكون مهمين، لكن من العيب والعار أن تحاول الحصول على هذه الأهمية دون جهد دون عمل حيوي دون خدمات تقدمها للناس والمجتمع، ببساطة متناهية يوجد من يحاول الحصول على هذه الأهمية بشكل عبثي وفوضوي، ودون أي شعور بالمسؤولية، فهو لا يلتفت لحاجة الناس ولا إلى خدمتهم ولا إلى الهموم اليومية، بل هو يمارس أفعالاً خارجة عن المألوف وعن القانون وهدفه الوحيد والحيوي هو جذب الانتباه ولفت أنظار الناس له حتى يشبع الشعور النفسي في داخله بالأهمية، أعتقد أن على الجهات التعليمية دوراً حيوياً ومهماً في بلورة وتغذية الأهمية في النشء بل وكيف يمكن أن نحصل على هذه الأهمية بشكل إيجابي وحيوي للناس ككل.

Email