حينما تكون كلماتنا قاتلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول سقراط: تكلم حتى أراك. نعم، ففي بعض الأحيان لا نعرف الناس إلا من خلال حديثهم، من خلال منطقهم، من خلال تفكيرهم، وحكمهم على الأمور، لا تستهجن أو تستهتر بقوة الكلمات، ومدى ما تعكسه عن الفرد من ملامح، سواء إيجابية كانت أم سلبية، عندما تجلس في مجلس ما، فأنت لا تعرف معظم من يضمه، لكنك تميز من بينهم ثلة عن أخرى، وحكمك الابتدائي جاء بناءً على أحاديثهم والكلمات التي تفوهوا بها في المجلس، لا أقل ولا أكثر، يقول يحيى بن خالد، وهو من رجالات الدولة العباسية: ما رأيت أحداً قط صامتاً إلا هبته حتى يتكلم، فإما أن تزداد تلك الهيبة أو تنقص.. فلا تتكلم إلا بما يزيدك قوة ومهابة بين الناس.

إحدى الصديقات توجهت طالبة النصح والنصيحة، إثر مشادة وخلاف عابر مع شقيقتها، تقول بأنها لم تفعل ولم تخطئ ولم ترتكب أي خطأ يجعل شقيقتها شديدة الزعل والغضب منها، لدرجة مضي عدة أيام دون أن تحدثها أو تتكلم معها، ولفت انتباهي عندما قالت إن الذي حدث مجرد كلمات عابرة قالتها في لحظة غضب، وهنا كان مكمن السبب والعلة، فنحن لا نولي الكلمات التي نقولها للآخرين، وخاصة المقربين منا، أي اهتمام، ونلقيها بقسوة وبكل أريحية، وهي كلمات قد تكون جارحة وأحدّ من السيف.

ولتلك الصديقة، هل استوعبت وفهمت أثر الكلمات وقوتها؟ أسرعي لشقيقتك بالاعتذار وطلب الصفح.

 

Email