ماذا ينتظرك يا دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

القائد المُلهِم، هو ذلك الإنسان الذي لا يتوقف عن العطاء والبناء، ومنذ أكثر من خمسين عاماً، ووطننا الإمارات عموماً، ومدينتنا دبيّ على وجه الخصوص، يحظيان بنمط فريد من الرعاية والاهتمام والرغبة الجامحة في تحقيق ما كانت تحلم به الفلاسفة منذ قديم الزمان، حلم المدينة الفاضلة، وهو الحلم الذي تجسّد واقعاً يحياه الناس، من خلال مسيرة مظفّرة، قادها بشجاعة واقتدار، فرسان الوطن الأوائل من المؤسسين الكبار، عليهم رحمة الله، وواصل الطريق من بعدهم، رجال صدقوا ما عاهدوا الآباء عليه، وما خذلوا هذا الوطن في ظرف من الظروف، وما بخلوا عليه بكل غالٍ ونفيس.

في حديث يفيضُ بالفروسية والمجد، ويتكلل بالبشارة والجدّ، أطلّ علينا فارس الوطن الميمون، وشاعره وباني نهضته، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ، رعاه الله، بإطلالة تبعث في النفس أعمق مشاعر الثقة والتفاؤل، حين أعلن في حديث له على حسابه في إنستغرام، عن انطلاق المرحلة الثانية من مشروع الخوانيج، ضمن خطة دبيّ 2040 م، وهو حديث يملأ الروح بالنشاط، ويبعث العزيمة، حتى لو كانت خامدة، فكيف لا يشعر الإنسان بالسعادة والإشراق، وهو يرى هذا القائد الجسور يقدم النموذج تلو النموذج على مواصلة المسير، وتقديم الجديد الذي يتجاوز دائماً ما تمّ إنجازه، فطوبى للوطن كله، بشيخ الرجال، وصانع مسيرة التنمية، ومُجسّد كل الأحلام الصعبة واقعاً متحققاً نحياه وننعم بخيراته، وأطال الله في عمره، قائداً مُلهِماً، نستمد منه قوة العزيمة وثقابة الرؤية، وجسارة المسيرة، وطيب النفس، وقوة المغامرة التي لا تعرف النكوص ولا التردد ولا الخذلان، وراء فارس طلع من قلب الصحراء، وصنع أجمل المدائن على ظهر هذه الأرض الطيبة المعطاء.

«يجب أن نقرر كيف نصنع المستقبل، ونصنع التنمية»، بهذه اللغة الحازمة الجازمة، يفتتح صاحب السمو حديثه الثمين، حول المرحلة القادمة من حياة دبيّ، المدينة التي تسكن في أعماق قلبه، ومنحها أجمل ما يمنحه الإنسان للمكان، ومَنْ مِثلُ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، صانعاً للتنمية، ومن قرأ سيرته الذاتية الرائعة (قصتي)، تيقّن أن حياته كلها كانت لصناعة مجد هذا الوطن في جميع تجليات الحياة فيه، حيث حرص على تنمية جميع أشكال الحياة، وفي طليعتها تنمية القوة الروحية والمعنوية والعملية للإنسان، مستلهماً خُطى أشياخه الكبار: زايد وراشد، رحمهما الله، اللذين غرسا في قلبه حب هذا الوطن، وحب أبنائه، لكي تظل الإمارات هي الأغلى، وأبناء الإمارات هم الأعز والأسنى، فكانت هذه المسيرة الزاهرة، التي قادها بو راشد بفروسية نادرة، حققت ما يشبه المعجزات على أرض الوطن، وجعلت من صاحب السموّ صانعاً كبيراً للمستقبل، ومسيرة التنمية الشاملة، التي لا تتوقف عند الجزئيات، بل تخوض المعتركات، وتجابه التحديات، وتخرج بحمد الله دائماً مظفّرة، محققة أعلى الأهداف والغايات.

«فغايتنا هي تحقيق الخير والرخاء للإنسان في مجتمع متلاحم متمسك بهويته، ينعم بأفضل مستويات العيش في بيئة معطاءة مستدامة»، وما أشرفها من غاية، يعلن عنها صاحب السمو في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرة الوطن، لتكون كالشاهد على مرحلة سابقة، كانت مفعمة بالخير والعطاء، وحققت أرقى مستويات الحياة في بلادنا المحظوظة بهؤلاء الرجال، الذين يسهرون على راحتها وتقدّمها، ولقد تحقق بالفعل كلّ ما يطمح إليه صاحب السمو، وهو حين يعيد تأكيد الغاية، فلأجل أن يفتتح مسارات جديدة في العطاء والإبداع، مؤكداً على رسوخ فكرة الخير في بناء الوطن، وإشاعة ثقافة العطاء في مجتمع يتسابق أبناؤه لفعل الخير، من خلال إحساس عميق بالتلاحم والتعاضد والتصميم على بناء الوطن، من خلال هذه المشاعر الإنسانية الراقية، التي تمنح الشعور الوطني مذاقه الخاص، فالحب والإخاء والتمسك بالهوية الذاتية واحترام تقاليد الآباء والأجداد، هي المقومات الحقيقة للنهضة والتقدم، ولن يفلح مجتمع مهما أوتي من الرخاء والثراء، حين يدير ظهره لماضيه، ويتنكر لأسلافه الذين مزجوا حبات التراب بعرق الجبين، وهذا واحد من الأبعاد الأخلاقية، التي يحرص صاحب السمو على ترسيخها في الوجدان الوطني في أحاديثه وأشعاره، لأنه يعلم أن دافع الحب للوطن وعمق الانتماء إليه، هما المحرك الأعظم لمسيرة التنمية، مهما كانت شاقة وبعيدة المنال.

ثم عزّز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذا الحديث المهيب، بتدوينة ثمينة، نشرها على حسابه في إنستغرام، قال فيها: «اعتمدنا اليوم حزمة إسكانية جديدة للمواطنين بدبيّ، بقيمة 6.3 مليارات درهم، تضم مساكن وأراضي لـ 4610 مستفيدين، كما اعتمدنا إنشاء مجمع سكني متكامل بالخوانيج، يضم 1100 فيلا سكنية»، لتكون هذه الكلمات، هي التفسير العملي لحديثه السابق، عن ضرورة صناعة التنمية، وتحديد معالم المستقبل، حيث سيكون لهذه المشاريع الإسكانية الضخمة، أكبر الأثر على مسيرة دبي العمرانية، التي بدأت منذ أكثر من 185 عاماً، بحسب عبارة صاحب السمو في حديثه عن دبي، ولكنها بلغت ذروتها في عهده الميمون، حيث تفوقت على منطق التاريخ في نقلتها الحضارية الهائلة، وها هو صاحب السمو يواصل ضخّ الدماء في عروقها الفتيّة الشابة، لكي تظل على العهد بها: مدينة المجد والتقدم والإبهار.

ثم ازدادت نبرة التأكيد على الرعاية المباشرة من لدن صاحب السمو لمسيرة دبي على وجه الخصوص، حين ختم حديثه بالقول: «ملف الإسكان، هو ملف شخصي، أتابعه بنفسي، كل عام وشعبنا بخير... وكل عام وبلادنا بألف خير»، لتكون هذه الخاتمة، هي الضمانة الحقيقية لكل ما يصبو إليه صاحب السمو، من تحقيق أروع أشكال التنمية، ومظاهر العيش الكريم لوطن وشعب يستحقان كل خير وعطاء وتكريم.

Email