التفكير.. يحتاج للرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحوار، أمر إيجابي، وهو أيضاً خصلة جميلة لها بريقها ومعناها وفائدتها التي لا تخفى على أحد، لكن هناك حوار قد يكون أهم وله أثر كبير على كل واحد منا، وهو الحوار مع النفس، ومع الذات، نحن في كثير من الأحيان نحتاج للجلوس والتأمل والتفكير بعمق، دون تشويش أو ضجيج، هذه العملية ترتب في عقولنا الأولويات وتنظم سبل وطرق تنفيذها والعمل على إنجازها.

المطلوب أن نحسن التفكير، والتأمل، وأن يكون التفكير والتأمل ممارسة وجزءاً من حياتنا، وكما قال الفيلسوف الشهير أفلاطون: التفكير حوار الروح مع ذاتها.

في حوار تلفزيوني مع فتاة في مقتبل العمر، شاهدته على موقع اليوتيوب الشهير، سألتها المذيعة: كيف تمكنت من الإبداع والتميز والمقدرة على تصميم المواقع والمعرفة بكافة أجزاء الحاسب الآلي، وأيضاً الكتابة، فضلاً عن تنمية عدة مواهب مثل التصوير وغيرها ؟ فأجابت: بالقراءة، لطالما كانت أمي توصيني بأن أغذي عقلي تماماً كما أغذي جسدي، فسألت أمي كيف أغذي عقلي، فأجابتني بالفضول والسؤال والقراءة وحب الإطلاع بشكل دائم، لا تجعلي أي يوم يمر عليك دون أن تكوني قد أضفتي لمعلوماتك وعقلك شيئاً جديداً. عندما انتهى هذا المشهد، وجدت أن لهذه الفتاة قناة على اليوتيوب فقادني الفضول لزيارتها لمعرفة منجزاتها ومنها توجهت لموقعها على شبكة الانترنت، فما الذي اكتشفته؟ اكتشفت أنها قد كبرت وباتت على أعتاب السنة الأخيرة في كلية الطب، ونشرت عدة كتب، وكتبت مقالات حيوية وهامة باللغتين العربية والإنجليزية، وليس هذا فحسب بل فازت بجائزة أدبية عريقة وحصلت على المركز الأول في مجال القصة القصيرة. 

لطالما قيل لنا أن القراءة زاد العقل، واليوم فإن الفضول الإيجابي والسؤال وحب الاطلاع أدوات لكل من يريد التميز، الذي يظهر لي أنه مع كل هذه التقنيات الحديثة باتت عقولنا كسولة عن التفكير وعن الاستنتاج، فكل شيء بات يصلنا جاهزاً، ولم نعد نفكر بشكل حيوي، وهذا خطأ جسيم، لنقرأ ولنمارس على سبيل المثال لعبة الشطرنج، حتى نمرن عقولنا على التفكير بشكل دائم، وحتى لا تخذلنا في أي مرحلة من مراحل حياتنا الهامة.

Email