فرصة مواتية للمؤلفين والكتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

على هامش المشاركة الإماراتية في معرض بولونيا للكتاب، وضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف المعرض، أتيحت الفرصة بأن أشارك في جلسة تناولت الهوية الإماراتية وتجلياتها في قصص الأطفال، ودور الكاتب في توثيقها، وأيضاً شاركت في الجلسة والحديث حول هذا الموضوع الكاتبة والروائية دبي بالهول، وقد كانت جلسة حوارية ثرية ومفيدة.

والحقيقة أن التواجد في معرض بولونيا الدولي للكتاب، منحني فرصة الالتقاء بالآخر والاستماع لوجهات نظر جديدة تماماً وبعيدة عن المحيط العربي والإقليمي، والأهم أنني وجدت شغفاً عند هذا الآخر لمعرفة المزيد عن الهوية الإماراتية، والتراث الإماراتي، ومن أهم الملاحظات أن معظم التساؤلات التي كنت أتلقاها كانت تدور حول التراث، وأسئلة أخرى عن معلومات طفيفة تمت القراءة عنها في بعض الكتب.

والملاحظة الأخرى أن قطاع القراءة والاطلاع والفضول المعرفي لدى الإيطاليين، ولعله لدى الغربيين أكبر وأكثر دقة، على الأقل من الجمهور الذي تواجد في معرض بولونيا. هذا الزخم والحماس نحو المعرفة ونحو الآخر يحتم فعلاً ثقافياً ومعرفياً يسعى للوصول لهذا القارئ، ومن بين الأجناس الأدبية التي لها أهمية بالغة أدب الطفل، وهذا الأدب تحديداً له مكانة كبيرة، كانت واضحة على المستوى الرسمي أو من خلال قطاع دور النشر المشاركة.

من هذه النقطة يتضح الدور الهام الذي يقع على كل مؤلف وكاتب إماراتي، وتحديداً من يقوم بالتأليف والكتابة للطفل، حيث يوجد الآن متطلب له أهمية ملحة، وهو تناول التراث أو الحكاية القديمة ومحاولة إدخالها في النصوص القادمة، وإعادة بث الروح في هذا التراث، ليتواكب مع العصر الحالي، والأهم لنعطي أطفالنا معرفة بهذا التراث من خلال هذا الجنس الأدبي، وأيضاً إرواء الفضول المعرفي لدى الآخر، الذي لديه اهتمام كبير بالحكاية الشعبية الإماراتية، ولا ننسى أن هذه فرصة ثمينة لنقدم المبادئ والقيم ونهج الآباء والأجداد، بصورة عصرية لأطفالنا ولأجيال من الأبناء والفتيات، وأيضاً تكون فرص ترجمة مثل هذه المنجزات قوية وماثلة ومتاحة، وهو ما يعني الانتشار وفتح نافذة لشريحة قراءة مختلفة وجديدة.

Email