لغة تجمع العالم

الفن لغة الإبداع والتواصل التي لا يختلف عليها أحد، كونها جامعة لكافة الشعوب في كافة أرجاء الأرض، بعيداً عن كل الحواجز والحدود، وهي ركيزة الأساس للحضارة على مر العصور وقائدة قاطرة التطور. وتعد الثقافة والفن والإبداع مكونات راسخة في المجتمعات المتقدمة ومحفزات مهمة لإثراء تنوعها الاقتصادي والركن الرئيسي لهويتها وسمعتها العالمية. لذلك تبادر الدول بتهيئة البنية والبيئة التشريعية والاستثمارية وعوامل الجاذبية المناسبة لنمو وازدهار القطاعات الإبداعية.

ودبي تجدد صدارتها للمشهد، بقيادة الحراك الإبداعي العالمي، وتسجيلها علامة فارقة عبر التوسع النوعي والنقلات الثقافية والفنية الواضحة، مع كامل الإدراك لحجم الفرص المتاحة والسعي الجاد نحو استثمارها ومضاعفتها. حيث يشكل الإبداع ركيزة أساسية في رؤية دبي الواعدة التي تسرع الخطى في هذا المجال وفق استراتيجية مدروسة لتكون عاصمة الاقتصاد الإبداعي في العالم، وهي تسير اليوم بكامل ثبات نحو تحقيق نهضة حضارية جديدة بمختلف المجالات، عبر استضافتها لأضخم تظاهرة ثقافية، وأكبر ملتقى للشعوب وإبداعاتها.

وقد أبدع إكسبو 2020 دبي بروعة المشهد والتصوير لأميز اللوحات التي أبرزت فنون العالم بأسره على أرض الإبداع الأولى، بزخم وضخامة الفنون المشاركة في فعالياته المتنوعة من مختلف الدول التي تسابقت في تنظيم فعالياتها بغية التعريف بثقافاتها وهويتها وابتكاراتها وصناعاتها المتقدمة. بحر من الفنون المتعددة، والتجارب الغامرة التي تحفز الذهن والتفكير، من المسرح إلى المعارض، إلى التشكيل، واللوحات، والمنحوتات، إلى الأوبرا، والابتكارات. وشاشات عملاقة تضع الزائر في قلب الحضارات المتعددة. وجدول حافل بالبرامج الفريدة التي ترسم التمازج الثقافي بين الإمارات ودول العالم في أبها صورها.