صياغة التوجه الاستراتيجي للمنظومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقصد بالتوجه الاستراتيجي: العملية التي يتم عن طريقها تشكيل وصياغة استراتيجية المؤسسة، فهو مجموعة استراتيجيات عامة تتعلق بالتوجه الأساسي للمؤسسة من حيث وضع رسالتها «من نحن؟»، وإمدادها بالرؤية المستقبلية «ماذا سنكون؟» وابتكار تلك الاستراتيجيات من خلال إدراك ماهية فلسفة وقيم المؤسسة.

ويعتبر التوجه الاستراتيجي المدخل المحدد للمؤسسة أو المنظمة والذي يتم من خلاله تنفيذ الخطط من أجل تحقيق مستويات متفوقة من الأداء مقارنة بمنافسيها، أي أنه المنهج الذي تطبقه المؤسسة لكي تصل للأداء المتفوق والدائم.

قبل الوقوف على طريقة صياغة التوجه الاستراتيجي للمنظومة الاستراتيجية لابد أن نعرف أن التوجه الاستراتيجي كمفهوم له تأثير على أداء المؤسسات، حيث إن له تأثيراً على طريقة تفكير الإدارة وعملها، ومن فوائده تركيزه في المقام الأول على المؤسسة وجمع المعلومات باستمرار عن متطلبات الفئات التي تستهدفها المؤسسة وقدرات منافسيها، كما أنه يستخدم تلك المعلومات من أجل توليد أعلى قيمة لفئة المستهلكين بصورة دائمة.

ويتم صياغة التوجه الاستراتيجي للمنظومة الاستراتيجية وفق 3 مستويات، وهي:

الرؤية: 

وهي توصيف للتوجهات المستقبلية للمنظمة، من خلال اعتمادها على خبرة القادة الاستراتيجيين في تعاملهم مع ما يواجه المنظمة من تحديات وما يتناسب مع إمكانات المنظمة وقدراتها، فالرؤية الاستراتيجية تعكس الظروف والمواقف الحالية، وتعطي الصورة المستقبلية المطلوبة، لكن تلك الرؤية لابد أن تكون شمولية لكافة الأنشطة والأعمال الخاصة بالمنظمة، ولا بد أن تتسم الرؤية الاستراتيجية بالواقعية والتماسك والوضوح والمرونة وإمكانية تطبيقها، وتوفر نوعاً من التحدي لكافة العاملين بالمنظمة.

الرسالة

تأتي رسالة المنظمة في صورة عبارة مختصرة فقراتها قليلة وسهلة ومهمتها توضيح السبب الأساسي لوجود المنظمة، وتبلور أهداف المنظمة وأغراضها، وترشد جميع من في المنظمة من إدارة وموظفين من خلال صناعة القرارات الحاسمة ذات العلاقة الوثيقة بتوجه المنظمة ونشاطها المستقبلي، ويتم إصدار رسالة المنظمة من المستويات الإدارية العليا الموجودة بالمنظمة.

وتعد الرسالة هي النموذج أو الاستراتيجية التي تريد المنظمة إنجازه، وتعتبر المرشد والموجه والحافز للعاملين لزيادة كفاءة أدائهم، إلى جانب اعتبارها معيار تقويم أداء المنظمة الكلي، ولكي تكون الرسالة فعالة ويمكن تحقيق غايات المنظمة وأهدافها من خلالها لابد من أن يتم صياغتها بناء على عدة معايير تشمل: تاريخ المنظمة، وقدرات المنظمة ومواطن القوة المتميزة لديها، والتهديدات تواجهها المنظمة، وتوفر موارد المنظمة المتاحة.

الأهداف

يقصد بالأهداف بأنها الغايات التي تسعى لها المنظمة والنتائج الجوهرية التي تريد تحقيقها من خلال ما تقوم به من أنشطة، وتعمل الأهداف الاستراتيجية على تحديد المفترض إنجازه، ومتى يتم ذلك؟ وكيف؟ كما أنه يتم التعبير عنها بصورة كمية، وتتصف أهداف المنظمة بأنها تكون محددة، وتحدياً قابلاً للتنفيذ، ومقبولة من العاملين عن طريق إشراكهم في وضعها، وتحديدها بوقت معين لتنفيذها.

وهناك العديد من العوامل لها دور كبير في تحديد الأهداف الاستراتيجية للمنظمة وهي: المؤثرات الخارجية التي تتضمن الأنظمة والقوانين والتشريعات والقيم الاجتماعية، وكذلك طبيعة نشاط المنظمة وتتضمن نوع المنتجات والموقف التسويقي والتكنولوجيا، والثقافة التنظيمية للمؤسسة وتتضمن الهيكل التنظيمي والنموذج الإداري وكذلك القيادي، والأفراد والمجموعات وتتضمن العملاء والعاملين.

وخلاصة الأمر: عندما يتم تحديد التوجه الاستراتيجي بعناية فإنه يوضح الرؤية والرسالة للمؤسسة، فالرؤية والتنفيذ الجيد لا يكفيان عندما لا يتم وضع التوجهات الاستراتيجية بعناية، وهذا دور المدراء الناجحين الذين لديهم مسؤولية تجاه العاملين بالمؤسسة وعملائهم، فهم يحسنون اختيار التوجهات الاستراتيجية الأفضل، ولا يمانعون من تحديث تلك التوجهات إذا ثبت أنها لا تحقق العوائد المطلوبة أو أنها تتطلب جهداً عالياً.

Email