الإمارات وإرهاب الحوثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما توسعت رقعة الهزائم التي تلحق بالميليشيا الحوثية الإرهابية، من محافظة شبوة لتصل إلى محافظتي صعدة والجوف، مع الدفع بوحدات قتالية جديدة من القوات الحكومية وملاحقة الحوثيين لوجهاء القبائل بحثاً عن المزيد من المجندين لتعويض نزيف الجبهات، لم تتمالك العصابات المأجورة توازنها وسيطرتها على أرض المعركة، الأمر الذي أدى إلى إعطاء أسيادها الأوامر، بالاعتداء الإرهابي الجبان الذي حدث على الأراضي الإماراتية، والذي ما هو إلا امتداد لاعتداءات إرهابية سابقة لها، كالقرصنة وتهديدها حرية الملاحة البحرية، واستقرار نمو الاقتصاد العالمي، وعدوانها السافر اليومي على أرض الحرمين الشريفين، ظناً منها أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستتهاون أو تتراجع عن دورها وعن مواقفها البطولية المشرفة لاستعادة الشرعية في اليمن الشقيق.

إن الحرب الدائرة الآن في اليمن هي حرب وجود، وهي حرب مشروعة قامت عندما فقد الحلفاء الحل السياسي مع فئة الانقلابيين الضالة.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة لن يثنيها أي عارض عن تكملة واجبها الوطني والإنساني، لأنها مدركة ومستوعبة أنها تدعم استرداد شرعية وكرامة وطن عربي مسلم عزيز وجار تعرض لإرهاب معتدي إرهابي آثم. ومدركة أيضاً أن هناك من يطمح بأن تحول أرض وبلاد (اليمن السعيد) مهد التاريخ والحضارة إلى دويلة تابعة وتعيين «الحوثي زعيم الانقلابيين» زعيماً لها، ومن ثم تكمل حلمها بوجود منفذ يسهل لها الدخول للمملكة العربية السعودية، والاستيلاء على المقدسات الدينية، وهو حلمها الأكبر! ولكن هيهات هيهات.

إن ما تؤكده قيادة دولة الإمارات الرشيدة مراراً وتكراراً، تضامن دولة الإمارات الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، يأتي لأن أمن دولة الإمارات وأمن المملكة العربية السعودية، كل لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة، تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار في الإمارات.

لقد أكد عدد من علماء الأزهر الشريف ورجال الدين في مصر في حوار سابق لـ«البيان» أن تضحيات جنود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن شهادة في سبيل الله والأمة، موردين آيات في هذا الصدد تدعم ذلك.

وقال: عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف والرئيس السابق لجامعة الأزهر د. أحمد عمر هاشم إن أي بيان لا يعترف بالتضحيات التي يقدمها جنود دول التحالف العربي «محاولة للوقيعة بين الدول العربية وإثارة الفتنة الطائفية».

وأشار هاشم إلى أن «التدخل العربي في اليمن جاء لإعادة الأمن والاستقرار إلى بقعة عزيزة من بقاع الوطن العربي، بعد أن عاث الحوثيون في الأرض فساداً، وسعوا إلى الانقلاب على السلطة المنتخبة بمعاونة ودعم من قوى إقليمية»، مؤكداً أن «جنود الإمارات والسعودية والبحرين الذين تم استهدافهم في اليمن، شهداء، لأنهم قضوا نحبهم دفاعاً عن كرامة العرب ودمائهم وعرضهم ومالهم وأرضهم، وعن أخوة لهم يعانون من مؤامرات خبيثة تستهدف تقسيم الوطن العربي وإيقاظ الفتن.

إن استهداف الإرهاب الحوثي مناطق ومنشآت مدنية في أبوظبي لاقى إدانات شاملة متعددة، مؤكدة التضامن مع الإمارات، من رؤساء ومنظمات حقوقية، ورؤساء وأعضاء برلمانات عربية وغربية، والتي كان من ضمنها، اتصال هاتفي من أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والذي أكد فيه إدانته الشديدة للهجوم الإرهابي لميليشيا الحوثي الإرهابية على مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية، مشدداً على أن الجامعة العربية تقف مع دولة الإمارات في مواجهة هذه العمليات الإرهابية التي تؤكد للعالم أجمع أهداف هذه الميليشيا الإرهابية في زعزعة أمن واستقرار الدول تحقيقاً لأجندات خارجية.

وقال أبو الغيط: إن دولة الإمارات ستظل على الدوام منارة للسلام والاستقرار وحصناً للأمن والأمان، ولن تنال منها هذه العمليات الإرهابية الجبانة، معرباً عن ثقته في قدرة الإمارات العربية المتحدة على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لصون أمنها واستقرارها وحماية سيادة أراضيها.

السمعة الطيبة التي حققتها الإمارات، عربياً وإقليمياً ودولياً، منحتها مكانتها كونها وجهة سياحية وتجارية واقتصادية واستثمارية فضلى، لما تتمتع به من سيادة القانون والعدل والأمن والأمان، التي تؤمن بها قيادتنا الحكيمة، وترسخها على أرض الواقع، بهدف تعزيز أمن واستقرار المجتمع ورفاهيته، وإقامة إكسبو 2020 دبي، وتجمع العالم على أرضها في تناغم وانسجام تام وأمن وأمان، لأكبر دليل على ذلك. هذه هي إمارات الخير والإنسانية، لم ولن تتغير، ولن تتأثر بإذن واحد أحد بإرهاب الصعاليك الانقلابيين المأجورين، وستظل بمشيئة الله سبحانه وتعالى، الدولة الأكثر أماناً في العالم.

Email